المساعدات الأميركية نصفها لاسرائيل

(المساعدات الأميركية نصفها لاسرائيل)

(المساعدات الأميركية نصفها لاسرائيل)

 تونس اليوم -

المساعدات الأميركية نصفها لاسرائيل

بقلم : جهاد الخازن

الرقم المعلن للمساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل منذ تأسيسها سنة 1948 (في فلسطين) هو مئة بليون دولار. الرقم الآخر هو في تقديري حوالى مئتي بليون دولار من مساعدات غير معلنة يرسلها اليهود الأميركيون وغيرهم إلى إسرائيل، وهي عادة معفاة من الضرائب، فيستفيد المرسِل بخفض ما يدفع من ضرائب في الولايات المتحدة.

الرئيس باراك أوباما على خلاف مع رئيس وزراء إسرائيل الإرهابي بنيامين نتانياهو، مع ذلك إدارته رفعت حجم المساعدات العسكرية (يسمونها تخفيفاً أمنية) إلى 38 بليون دولار في السنوات العشر المقبلة، أو بزيادة 27 في المئة عن الرقم السابق. أوباما بالتالي تعهد بأن يقدم إلى إسرائيل مبالغ تفوق ما تعهد به كل رئيس أميركي سبقه.

موازنة 2017 التي قدمها أوباما إلى الكونغرس تنص على إنفاق بمبلغ 4.15 ترليون دولار، منها 42.48 بليون دولار مساعدات خارجية، أي حوالى واحد في المئة فقط من الموازنة، وليس 20 في المئة أو 30 في المئة كما يعتقد بعض الأميركيين وناس كثيرون خارج الولايات المتحدة.

المساعدات الأميركية قسمان واحد للاقتصاد والتنمية قيمته 25.6 بليون دولار، والآخر للمساعدات العسكرية وحجمه 16.8 بليون دولار.

أرجو أن يراجع القارئ معي الأرقام. أفغانستان تحصل على 3.6 بليون دولار مساعدة عسكرية، والعراق على 808 ملايين دولار، وإسرائيل على 3.1 بليون دولار ستزيد في السنوات العشر المقبلة إلى 3.8 بليون دولار في السنة. المساعدة الأميركية لأفغانستان والعراق هدفها إصلاح بعض ما دمرت القوات الأميركية الغازية في البلدَيْن، وأفغانستان سكانها 32 مليون نسمة، والعراق سكانه 33 مليون نسمة.

 في إسرائيل ستة ملايين مستوطن (في فلسطين المحتلة) وتحصل على أكبر قدر من المساعدات الأميركية لتبقى أقوى من جيرانها مجتمعين ولتقتل الفلسطينيين بالألوف يوماً، كما في صيف 2014، أو أفراداً كما تفعل الآن في الضفة الغربية وقطاع غزة.

مصر، وفيها حوالى مئة مليون مواطن، تتلقى من الولايات المتحدة مساعدات سنوية بمبلغ 1.4 بليون دولار، وعادة ما يقرر الكونغرس، الذي اشتراه لوبي إسرائيل، وقف جزء من المساعدة «عقاباً» على مواقف لمصر لا تُذكَر. الأردن يتلقى 632 مليون دولار في السنة مساعدة اقتصادية. والمساعدات لمصر والأردن سببها بقاء كل من البلدين في معاهدة سلام مع إسرائيل، فمصر لم تحصل على شيء من الولايات المتحدة قبل اتفاق كامب ديفيد سنة 1978.

أرقامي اليوم كلها أميركي من مصادر الحكومة وأكيد. كانت إسرائيل تلقت من الولايات المتحدة مساعدة عسكرية بلغت 23.7 مليون دولار سنة 1967، وبعد الحرب زادت الولايات المتحدة المساعدة إلى 106 ملايين دولار، ثم 160 مليوناً وهبطت إلى 93 مليوناً ثم ارتفعت إلى 634 مليوناً (في السنوات الأربع اللاحقة). وكانت إسرائيل تلقت 493.5 مليون دولار سنة 1973 فزادت بعد الحرب 2.6 بليون دولار.

مؤسسة غالوب وجدت في استفتاء هذه السنة أن نصف الناخبين الديموقراطيين و80 في المئة من الناخبين الجمهوريين يؤيدون المساعدات العسكرية لإسرائيل. ولكن ثمة ما يشجع ففي استطلاع سابق للرأي العام الأميركي تبيّن أن نصف الأميركيين (في العمر 18-34 سنة) يؤيدون المساعدات لإسرائيل، مقابل 58 في المئة للناخبين الأكبر سناً (35-54 سنة). هذا يعني أن مستقبل المساعدات لإسرائيل ليس مضموناً إلى الأبد عندما يخلف شباب اليوم الأميركيون آباءهم في إدارة بلدهم. وكان بيرني ساندرز الذي حاول الترشّح عن الحزب الجمهوري للرئاسة تلقى تأييداً كبيراً ملحوظاً من الشباب وهو يقول إن نتانياهو ليس مصيباً في كل قرار.

أكتب اليوم وأقول إن المستقبل لجيلٍ مقبل. جيلي دفع ثمن الانحياز الأميركي ولا يزال يفعل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المساعدات الأميركية نصفها لاسرائيل المساعدات الأميركية نصفها لاسرائيل



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 23:18 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«مو ضروري» لـ ماجد المهندس تحصد 35.2 مليون مشاهدة

GMT 06:41 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

السير المعوج

GMT 02:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

يسرا تكشف سبب اعتذارها عن مسلسل "الزيبق"

GMT 12:07 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

وفاة نائب رئيس حكومة أوزبكستان بفيروس كورونا

GMT 00:31 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكد أن الكلاب لا تفهم البشر جيدًا

GMT 13:32 2014 الإثنين ,03 شباط / فبراير

إغلاق بورصة الأردن على تراجع بنسبة 0.18%
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia