عودة اللاساميّة وكره المسلمين

عودة اللاساميّة وكره المسلمين

عودة اللاساميّة وكره المسلمين

 تونس اليوم -

عودة اللاساميّة وكره المسلمين

بقلم : جهاد الخازن

هناك لا سامية جديدة في الولايات المتحدة لا ينكرها إلا مَنْ يمارسها، وهناك معها تخويف من الإسلام والمسلمين أيضاً لا ينكره إلا مَنْ يمارسه.

في الأيام الأخيرة دُمِّرَ 539 قبراً في مقبرة جبل الكرمل اليهودية بفيلادلفيا، وذلك بعد أسبوع من تدمير حوالى مئتي قبر لليهود في بلدة يونفرستي سيتي في ميسوري.

هذه اللاسامية اشتدت مع دخول دونالد ترامب البيت الأبيض، فهو يقول أنه يؤيد إسرائيل ويرفض اللاسامية، إلا أن إدارته ملأى بممثلي «تفوق» البيض واللاساميّين وأعداء المسلمين. وقرأت عن واحد من المسيحيين الصهيونيين اسمه جون هاغي له علاقات مع جماعات يهودية أميركية حتى وهو يقول أن اليهود سيصلون نار جهنم إذا لم يتخلوا عن اليهودية ويعتنقوا المسيحية.

إذا كان لي من تعليق شخصي على ما سبق، فهو أن اليهود المستهدَفين في المقابر ماتوا، ومع ذلك فالكره عميق ومستمر إلى درجة تدمير القبور، كأن ساكنيها سيعودون إلى الحياة يوماً. هذا النوع من اللاسامية يرتد على أصحابه.

ليس الموتى من اليهود مستهدفين وحدهم، فقد قرأت أن 17 مركزاً اجتماعياً لليهود أخليت من زوارها بعد تلقي تهديدات بالهجوم عليها بالقنابل. أرى أن هذا الحد من العداء سيجعل المستهدَفين، أو كثيرين منهم، يلتزمون موقفاً عدائياً من الطوائف الأخرى.

المسلمون في الولايات المتحدة لم يكونوا يوماً موضع ترحيب حتى مع وجود سوبر - موديل هي جيجي حديد، ابنة رجل الأعمال الأميركي - الفلسطيني محمد حديد، وهو من أنجح المستثمرين في العقار، ويولاندا فان دن هريك، وهي عارضة أزياء هولندية - أميركية.

بعد إرهاب 11/9/2001 في نيويورك وواشنطن، قامت حملة كره واعتداءات على المسلمين في الولايات المتحدة، كأنهم جميعاً شاركوا في خطف طائرات ركاب أميركية وهاجموا بها مركز التجارة العالمية والبنتاغون ومواقع أخرى. هذا العداء يعني أن «القاعدة» نجحت مرتين، مرة في قتل أميركيين أبرياء، ومرة في إذكاء العداء للمسلمين ليقوم من بينهم مَنْ يصدق كذب «القاعدة» وإرهابها ويعمل لها. وقد استمر العداء للمسلمين مع رفض دونالد ترامب دخول مواطنين من سبع دول مسلمة ونقض محاكم أميركية قراره.

قرأت أن الموجة الجديدة من اللاسامية وكره المسلمين جعلت اليهود والمسلمين الأميركيين يتعاونون لقهر الأعداء. هناك الآن مسلمون متطوعون لحماية المراكز اليهودية، وقد جمعت لندا صرصور وطارق المسعدي أكثر من مئة ألف دولار لإصلاح القبور التي خُرِّبَت في فيلادلفيا.

هناك إرهابيون من «القاعدة» و «داعش» وأنصار بيت المقدس وغير ذلك كثير، وأنا أعتبر حكومة بنيامين نتانياهو إرهابية محتلة تقتل الفلسطينيين، وبينهم أطفال. لكن هناك جماعات من الناس الطيبين طلاب السلام فأعود مرة أخرى إلى «صوت يهودي للسلام» ونشاط أعضائه الإنساني. آخر ما تلقيت منهم أنهم نجحوا في إسماع صوتهم في حرق المساجد والهجمات على اللاجئين والاعتداءات على مقابر اليهود، وقد نجحوا أيضاً في ضم جماعة عدالة - نيويورك إلى احتفال أدبي عالمي بعد أن أقنعوا منظمة يهودية بتجاوز تمويل الحكومة الإسرائيلية لها.

تابعت عمل «صوت يهودي للسلام» منذ سنوات، ووجدته مؤثراً ويجمع الناس من طلاب السلام من يهود ومسلمين، وإسرائيليين وفلسطينيين. طلاب السلام كثر، وسيأتي يوم يعود إلى الحكم في إسرائيل ناس من نوع إسحق رابين يريدون دولتَيْن، إسرائيل وفلسطين، جنباً إلى جنب بسلام.

المصدر : صحيفة الحياة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة اللاساميّة وكره المسلمين عودة اللاساميّة وكره المسلمين



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia