أكتب ظهر السبت بتوقيت الكويت والإقبال على صناديق الاقتراع في انتخابات مجلس الأمة الكويتي جيد مع توقع أن يزداد بعد الظهر، ليرتفع عدد الناخبين عن نسبة 52 في المئة سجلها «الصوت الواحد» في انتخابات 2013.
كل ما يمكن أن يقال وبعض ما لا يجوز أن يقال سمعته في حملة الانتخابات، وسمعت أن المجلس السابق حقق طفرة غير مسبوقة في الإسكان والصحة، وأنه خذل المواطنين، وأنه حقق إنجازات وأعاد الاستقرار السياسي، وأن المال السياسي انتشر في الدوائر والحكومة تقف متفرجة. وكان هناك مرشح أقسم أنه سيحاسب الخالد (الشيخ محمد الخالد وزير الداخلية).
أفضل مما سبق ما سمعت من وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود الصباح، فهو حدثنا عن تحديات مستقبلية وتنويع مصادر الدخل لخفض الاعتماد على النفط ومشاريع اقتصادية مستمرة وأخرى جديدة.
الكويت تنعم بديموقراطية أراها الأفضل في الوطن العربي، وهناك حاكم عادل معتدل، واقتصاد نشط مع أنني سمعت كلاماً كثيراً عن ضرورة «إصلاحه».
محكمة التمييز شطبت 15 مرشحاً وأعادت ثمانية بينهم صفاء الهاشم وفرح صادق، فأرجو أن يختار الكويتيون مع نهاية يومنا هذا رجالاً ونساء يسيرون ببلدهم إلى الأمام.
عندما كنت صغيراً في لبنان كان عنصر المال جزءاً أساسياً من الانتخابات النيابية، فالمرشح الثري كان يدفع ثمن دخوله قائمة مرشحة للفوز، ويدفع للناخبين ثمن التصويت له. في الكويت المال عنصر مهم في الانتخابات إلا أن القضاء أهم منه. قرأت:
- التمييز تنظر في طعن الحكومة على الموقوف ترشحهم.
- رفض إشكال عاطف والداهوم ينذر وزير الداخلية قضائياً.
- هند الصبيح تحيل ملف المساعدات الاجتماعية على النائب العام.
- مرزوق الغانم: سأتصدى لمخططكم الرامي إلى حرق البلد. هكذا تم التحضير للهجوم على رجال الاقتصاد وهكذا تمت فبركة شريط الفتنة. نواجه رأس الأفعى وشريكه سارق الناقلات والاستثمارات الذي دبر اغتيالات لشرفاء الكويت. (أقول أن مثل هذا الكلام لو قيل في الغرب لطلب من قائله أدلة قاطعة على صدقه، أو يخسر ماله أجر محامين وتعويضات ويُسجن).
- المستعجلة رفضت إشكالاً والداهوم لم يطعن في قرار شطبه.
- وقف نفاذ أحكام الاستئناف من مدنية «التمييز» لا يبطل الانتخابات.
على هذه الخلفية تنافس على مقاعد البرلمان الخمسين 284 مرشحاً، بينهم 14 امرأة فقط، والمرشحون كانوا من اليمين إلى اليسار، ومن المتدين إلى العلماني، فكل رأي ممكن وبعض الآراء غير الممكنة سمعت في الحملة الانتخابية. وسمعت الذي يرى أن الضرائب ظلم، ويجب تطبيق الزكاة.
التنافس حصل في خمس دوائر انتخابية، ولا أفهم أبداً قلة عدد النساء المرشحات، فالمرأة الكويتية تنافس الرجل في التعليم والعلم، وهي نموذج عربي يحتذى. وربما أزيد بسمة وسط هذا الموضوع السياسي وأقول أنني وجدت الكويتيات ينافسن السوريات في الجمال وسألت صديقة منهن: هذا من فعل الطبيعة أو عمليات التجميل؟ هي أصرت على أنه جمال طبيعي.
أعود إلى الجد، وفي الدوائر الأربع الأولى، عدد النساء الناخبات يزيد على الرجال ألوفاً، في حين أن عدد الرجال في الدائرة الخامسة يزيد على عدد النساء بأقل من 400 صوت، ولا أفهم بالتالي عزوف المرأة الكويتية المثقفة الناجحة عن خوض الانتخابات.
وأختتم برأي خاص، فأنا أرفض إطلاقاً تهم الفساد التي ترددت في حملة الانتخابات الكويتية. لا توجد «مدينة فاضلة» في العالم، وهناك فساد في كل بلد، إلا أن الحكم في الكويت في أيدٍ أمينة، والشيخ صباح الأحمد الصباح مفخرة كويتية وعربية، فأرجو أن يركز المرشحون الفائزون على استمرار مسيرة الخير، بدل أن يقلدوا دونالد ترامب في غوغائية لا أساس لها.