أبقى مع شعراء النصرانية العرب وما قالوا عن الإسلام والنبي محمد وأعياد المسلمين.
فيليب لطف الله، ابن بسكنتا، قال عن عيد الفطر:
اليوم عيد الفطر جاء مباركاً/ وثواب تقوى الصوم في رمضان
رمز إلى ظفر الفضيلة والهدى/ وإلى صراط الحق والإيمان
أكرم به عبداً ينظم عقدنا/ ويضم إنجيلاً إلى القرآن
حسني غراب قال:
شعلة الحق لم تزل يا محمد/ منذ أضرمت نارها تتوقد
غمر الأرض نورها فإذا رمت/ دليلاً فعد إلى الأرض وأشهد
جئت والناس في ضلال وغيّ/ ومن الهدى في يديك مهنّد
أما بطرس إبراهيم عوض، ابن أسيوط، فله عن مولد النبي:
ذكرى تحل بروضة ورحاب/ في أنفس الشعراء والكتاب
ذكرى الهداية والتقى بل والنهى/ وافت تبدد ظلمة المرتاب
فانثر لها تلك الزهور محيياً/ عيد الرسول بنفحة الإعجاب
وقال ميشال مغربي، ابن الإسكندرية، عن المولد النبوي:
لا يوم للعرب إلا أنت سيده/ يا عيد طه الذي طه يخلده
ما دارت الأرض حول الشمس دورتها/ إلا وسؤدده في الأرض سؤدده
يقول نبه الذي الآمال نصدقه/ مجد العروبة مجد أمسه غده
بولس سلامة قال:
يا ذرارى النصارى تنبهوا على/ الأعقاب فخراً فأنتم الوجهاء
كان آباؤكم دروعا لطه/ ولهم كان حوبه والدعاء
يا سيوف النبي والنقع يمّ/ أعوزته الشطآن والميناء
ويقول نصر سمعان عن نبي الله:
كوكب رحب الوجود به يوم/ تجلى على الوجود شعاعه
كلما مرت العصور وغارت/ في مهاوي الزمان زاد ارتفاعه
لا تسل عن محمد واغبط الدنيا/ فأعلى كنوزها أوضاعه
نبيه سلامة قال:
اليوم عيد مرحبا يا عيد/ يجلو القلوب قدومك المشهود
ولد النبي فجددت أثوابها/ دول يجدد مجدها المولود
ماضي العزيمة لا تقرّ جهوده/ فطن بتسيير الشعوب سديد
ويرى جورج كعدي أن الإسلام عالي البناء ويقول:
سابح الفكر في رحاب السماء/ بين خفق النجوم والأضواء
ذو خيال مجنح يسع الكون/ ويحيا في عالم اللالاء
وينهي قصيدته بالقول:
لا سلام مع اليهود فهم من/ أخبث الناس أصل كل بلاء
أقول. إن بعض اليهود من أفضل الناس، وأكمل مع يوسف أبو رزق وقوله:
سلوا أصنام مكة ما دهاها/ تلاشت بعد منعتها قواها
تُجبكم بنت وهب ضعضعتني/ لمن وهبت إلى الدنيا مناها
محمد أشرف الخلق استنارت/ به الدنيا ونالت مبتغاها
الياس قنصل، ابن يبرود في سورية، يقول عن «صفات الرسول»:
حباك الله ما كنت تطلب/ فهل لك بعد الآن يا قلب مأرب
أنا اليوم في أرض النبوة والتقى/ يجللني من هالة الوحي كوكب
صفات نبيّ أحسن الله خلقه/ نفوس الورى من رفدها تتهذب
ومثله:
أتتك القوافي الغرّ في يوم أحمدا/ تهادى وكانت قبل منك شرّدا
غفرت لنفسي زلّة التيه مرة/ بشعري وباسم المصطفى قد تأيدا
أقول لها تيهي بذكرى محمد/ ألم يصطف الرحمن قدما محمدا
ضاق المجال وأقول لكل قارئ يريد مزيداً أنه سيجد ما يطلب في دواوين شعراء القرن العشرين مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وآخرين. أيضاً هناك الكتاب «شعراء النصارى العرب والإسلام» الصادر عن مؤسسة عبدالعزيز بن سعود البابطين للإبداع الشعري، وهو من إعداد ماجد الحكواتي. الكتاب يمكن طلبه من مؤسسة البابطين إذا لم يوجد في المكتبات.
المصدر : جريدة الحياة
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع