أردوغان وإعادة اللاجئين الى سورية

أردوغان وإعادة اللاجئين الى سورية

أردوغان وإعادة اللاجئين الى سورية

 تونس اليوم -

أردوغان وإعادة اللاجئين الى سورية

بقلم : جهاد الخازن

ربما أكون مخطئاً، بل أدعو أن أكون مخطئاً، فعندي من الأسباب ما يجعلني مقتنعاً بأن «السلطان» رجب طيب أردوغان يريد تفريغ منطقة في شمال سورية على الحدود مع تركيا من أهلها ليعيد إليها اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، وأكثرهم في جنوبها قرب حدود بلادهم.

أين ستتجه القوات التركية بعد جرابلس؟ قرقميش قريبة، ولا أستبعد أن تستهدف منبج وعشرات المدن والقرى في المنطقة.

تركيا على خلاف سياسي وعسكري مع الولايات المتحدة، وزيارة نائب الرئيس جو بايدن ومفاوضاته في تركيا لم تحل شيئاً. الحكومة الأميركية انتقدت مهاجمة الجيش التركي حلفاءها من القوات الديموقراطية السورية ووحدات حماية الشعب الكردي. الحكومة التركية استدعت السفير الأميركي في أنقرة احتجاجاً، وقالت إن الانتقاد «غير مقبول».

روسيا أيضاً طالبت تركيا بتجنب مهاجمة قوى معارضة محلية والأكراد، ورد رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم بأن العمليات العسكرية ستستمر حتى يُهزَم الإرهاب، وأضاف أن القوات التركية تريد ضمان أمن المواطنين في مناطق الحدود.

هناك اتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي لوقف تدفق اللاجئين منها على أوروبا، ولكن الاتفاق اليوم في مهب الريح، ورئاسة الاتحاد تتهم تركيا بانتهاك حقوق الإنسان، وترد تركيا بأن أوروبا لم تلغِ قيوداً على سمات الدخول للأتراك. المستشار النمسوي كريستيان كيرن قال إن تركيا تتجه نحو الدكتاتورية، وردّت الحكومة التركية بسحب سفيرها من فيينا بحجة «التفاوض» معه.

وبعد الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، اعترضت الحكومة السورية على العمليات التركية وقالت إنه كان يجب على الحكومة التركية أن تنسّق مع الحكومة السورية والجيش السوري.

في غضون ذلك تتهم الأمم المتحدة النظام السوري بمحاولة تفريغ مدن وقرى من أهلها، وهي أشارت إلى داريا التي تبعد 30 كيلومتراً عن دمشق، فقد تركها أربعة آلاف مواطن وحوالى 700 مقاتل، ومعضمية الشام محاصرة منذ ثلاث سنوات وفيها 28 ألف مواطن، وهناك مدن أخرى وقرى على قائمة أفرِغت من سكانها، مثل حي الوعر في حمص. ليس دفاعاً عن النظام السوري إطلاقاً، ولكني أرى أن الأمم المتحدة مصابة بالعمى، فقد كان عليها أن تهاجم «داعش»، ثم إجراءات الحكومة السورية. إلا أنني رصدت عدداً من تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الأشهر الأخيرة، وأراه موظفاً عند الدول الكبرى، مع أن ولايته قاربت على الانتهاء وكان يستطيع الإنصاف ليقدّر له الناس إرثه السياسي.

الحرب الأهلية السورية في سنتها السادسة، وهناك 13 مليون سوري شُرِّدوا، منهم سبعة ملايين داخل البلاد وحوالى ستة ملايين خارجها، وحصة تركيا 2.5 مليون لاجئ سوري، ولبنان أكثر من مليون، والأردن حوالى مليون. أحيي قرار الأردن قبول الطلاب السوريين في المدارس الأردنية، فهو قرار إنساني رائع.

مرة أخرى، أرجو أن أكون مخطئاً في رصد نوايا رجب طيب أردوغان، إلا أنني فقدت الثقة به في السنتين الأخيرتين بعد أن انتصرت له في نيويورك ودافوس، وفي مواقفه من الحصار على قطاع غزة. أردوغان وعد في الثاني من تموز (يوليو) الماضي بفتح الطريق أمام اللاجئين السوريين للحصول على الجنسية التركية، إلا أن كلامه شيء وأفعاله شيء آخر يناقض الكلام، وهو يذكرني بالمثل المصري «أسمع كلامك يعجبني، أشوف عمايلك أستعجب».

لم أعد أستعجب شيئاً من «السلطان» أردوغان فهو يريد إحياء السلطنة العثمانية بعد مئة عام أو نحوها من رحيلها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان وإعادة اللاجئين الى سورية أردوغان وإعادة اللاجئين الى سورية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia