بقلم : جهاد الخازن
عندي عدد من الكتب الجديدة أعرض بعضها على القراء وأبدأ بالكتاب "الانهيار العربي" للصديق غازي العريضي الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون.
الكتاب يضم مجموعة من المقالات الوطنية بدءاً بمقال عنوانه "لا يحمي فلسطين إلا الشعب الفلسطيني" ويتحدث عن عقوبات إدارة ترامب على السلطة الوطنية لتقبل الشروط الاميركية للسلام، وينتهي بمقال عنوانه "سيحاسبكم التاريخ ستحاسبكم البشرية"، ويتحدث عن احتفال الأمم المتحدة بمئوية نلسون مانديلا الذي وصفه الأمين العام انطونيو غوتيريش بأنه من أعظم قادة التاريخ، وضم المقال كلاماً للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون دعا فيه دول العالم الى "الابتعاد عن الإنطوائية والعنف وحب السيطرة."
في مقال عنوانه "ترامب يهين الإنسانية"، سجل غازي العريضي قوله في اجتماع في البيت الأبيض مع أعضاء في مجلس الشيوخ إن اللاجئين الذين دخلوا الى الولايات المتحدة أطفالاً وأصبحوا بالغين يأتون من "حثالة الدول" ما أثار عليه دول اميركا اللاتينية وافريقيا. هو أنكر ما نسِب اليه إلا أن حاضرين أصروا على أنهم سمعوا ترامب يهين دولاً أخرى حول العالم.
كان هناك مقال عنوانه "لغة السحل والسحق والخنق والقتل" بدأ بطلب روسيا مغادرة القوات الأجنبية سورية بعد أن استتب الأمن فيها، والحديث كان عن الولايات المتحدة وايران و"حزب الله"، وانتهى بتسجيل طلبات الولايات المتحدة من ايران ومعظمها عن برنامجها النووي ووجوب وقفه مع مراقبة دولية. اسرائيل تملك سلاحاً نووياً لا يراه دونالد ترامب حليف الإرهابي بنيامين نتانياهو الذي يقتل أطفال الفلسطينيين في قطاع غزة يوماً بعد يوم.
الكتاب كله يستحق القراءة والآراء السياسية للأخ غازي العريضي تتفق مع آرائي.
انتقل الى ثلاثة كتب قرأت عنها وطلبت الكتاب الأول بينها وهو "أعلام سوداء، صعود الدولة الإسلامية في العراق وسورية" من تأليف جون واريك. الكتاب يسجل بدء ظهور "داعش" في أوائل هذا القرن ودور أبو مصعب الزرقاوي في انتشاره، وكيف أخطأت الولايات المتحدة في التعامل مع الإسلاميين ما أدى الى انتشارهم.
الكتاب الثاني عنوانه "البنت الأخيرة، قصة أسري وحربي ضد الدولة الإسلامية" من تأليف ناديا مراد التي ساعدتها جينا كراجسكي في الكتابة. الكتاب يتحدث عن خطف ناديا مراد من قريتها في العراق وقتل أمها وأخوتها، وقرأت أن الكتاب يسرد الأحداث التاريخية التي رافقت ظهور "داعش" بأمانة وصدق.
الكتاب الثالث هو "أختان، أب وابنتاه ورحلتهم الى الجهاد السوري" من تأليف آن سيرستاد وهي خبيرة في موضوعها سبق لها أن كتبت كتاباً عنوانه "بائع كتب في كابول." الأسرة كانت أصلاً من الصومال والبنتان أيان وليلى تركتا أباهما إلا أن الأب عاد وأسَره "داعش" وعذبه.
الكتب الثلاثة تستحق القراءة، وأنصح القارئ المهتم بشرائها.
أختتم بكتاب سبق أن كتبت عنه عنوانه "أهل الإمارات، ثقافة المكان وذاكرة الزمان" من تأليف الصحافي حسن بحمد، ونشره مركز الإعلام والتوثيق في العين، من حيث انطلق الشيخ زايد لبناء أبو ظبي ثم دولة الإمارات العربية المتحدة. الكتاب يضم مقابلات مع شخصيات اماراتية معروفة بدءاً بالشيخ محمد بن ركاض، شيخ قبيلة العوامر، وينتهي بعلي سيف الاسماعيلي وهو تاجر أسلحة قديمة وأدوات تراثية.
بين المقابلة الأولى والأخيرة هناك مقابلات كثيرة مع شخصيات عملت في الدولة وتعرف تاريخ البلاد، والكتاب كله يستحق القراءة فأشكر مؤلفه على الجهد في جمع المعلومات من أصحابها.