بقلم : جهاد الخازن
«صفقة القرن» التي يروّج لها الرئيس دونالد ترامب لحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي قد تعلن في الصيف، وهي لا تضم دولة فلسطينية مستقلة كانت ضمن السياسة الأميركية في العقدين الماضيين.
مبعوث السلام الأميركي جاريد كوشنر، زوج بنت الرئيس والدخيل على السياسة الخارجية، زعم أن فريقه حاول إيجاد حل عادل يضمن للناس في سنة ٢٠١٩ عيشاً أفضل. الإرهابي بنيامين نتانياهو أعلن خلال حملة الانتخابات الأخيرة للكنيست أنه سيضم مستوطنات الضفة الغربية إلى إسرائيل، ثم تردد أنه قد يضم الضفة الغربية كلها مع وجود أحزاب من أقصى اليمين في حكومته المقبلة وهي الخامسة.
عضو في إدارة ترامب يعمل في البيت الأبيض قال الأسبوع الماضي إن الخطة عادلة وعملية وقابلة للتنفيذ وتضمن للناس حياة أفضل.
نتانياهو قال إنه سيدرس خطة ترامب، ولم يقل إنه كتبها له.
كوشنر قابل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض في شباط (فبراير) الماضي، ويبدو أن المبعوث الأميركي فوجئ بحجم المعارضة لخطة السلام الأميركية، وسمع أن الملك سلمان يؤيد حقوق الفلسطينيين.
السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون قال إن الجميع بانتظار تفاصيل الخطة الأميركية، وزاد أن الإسرائيليين يرحبون بالخطة الأميركية، في حين أن الفلسطينيين يقولون إنهم لا يريدون الحديث مع الإسرائيليين ولا يريدون أن يروا الخطة الأميركية.
الخطة الأميركية تتضمن بلايين الدولارات على شكل مساعدات للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعلى بلايين أخرى لمصر والأردن بعد أن عقد كل منهما معاهدة سلام مع إسرائيل.
الفلسطينيون يصرون على أن القدس (الشرقية) عاصمتهم ويعارضون دخول اليهود الحرم الشريف. دول العالم كله تؤيد الموقف الفلسطيني، والولايات المتحدة كانت من هذه الدول قبل مجيء دونالد ترامب رئيساً وتحالفه مع نتانياهو.
إيلان غولدنبرغ كان كبير المفاوضين الأميركيين للسلام في إدارة باراك أوباما، وهو قال إن خطة ترامب ستولد ميتة لأنها تنحاز كثيراً إلى إسرائيل، وسيرفضها الفلسطينيون، ما يعني فتح الطريق أمام ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل.
رؤساء دول سابقون وديبلوماسيون وقّعوا رسالة تطلب من الاتحاد الأوروبي رفض «صفقة القرن» الأميركية، لأنها ضد قيام دولة فلسطينية مستقلة وتعارض القانون الدولي. 37 سياسياً وقّعوا الرسالة وبينهم وزراء خارجية سابقون من بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
الموقعون قالوا: من سوء الحظ أن الإدارة الأميركية الحالية تخلت عن سياسة أميركية قائمة، وأيدت جانباً واحداً في الخلاف، وتجاهلت بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، كما أنها أوقفت المساعدات لوكالة الأمم المتحدة «أونروا» التي تعنى باللاجئين الفلسطينيين.
الموقعون قالوا إن على أوروبا رفض خطة لا تتضمن دولة فلسطينية، بل تعجل القضاء على حل الدولتين وتؤذي غرض السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
في غضون ذلك، أعلن ترامب استراتيجية إعادة انتخابه رئيساً، والميديا الأميركية قالت إنها تتضمن قسوة وكذباً وكرهاً، وأكثر هذا موجه إلى الراغبين في الهجرة إلى الولايات المتحدة. ثم إن الرئيس أعلن موازنة لوزارة الدفاع الأميركية تبلغ قيمتها ٧٥٠ بليون دولار. من يريد الرئيس الأميركي أن يحارب المكسيك؟ أو هي دول أميركا الوسطى؟ قرأت عن اقتراح موازنة لا تتجاوز ٣٥٠ بليون دولار، إلا أن دونالد ترامب يفضّل الموازنة التي اقترحها، وربما يبحث عن حرب، أو حروب، لتبريرها.