بقلم : جهاد الخازن
من شعر الحسين بن منصور الحلاج:
يا لائمي في هواه كم تلوم فلو / عرفت منه الذي عنيت لم تلم
للناس حج ولي حج الى سكني / تُهدى الأضاحي وأهدي مهجتي ودمي
تطوف بالبيت قوم لا بجارحة / بالله طافوا فأغناهم عن الحرم
وله:
شيء بقلبي وفيه منك أسماء / لا النور يدري به كلا ولا الظلم
ونور وجهك سرّ حين أشهده / هذا هو الجود والإحسان والكرم
فخذ حديثي حبي أنت تعلمه / لا اللوح يعلمه حقا ولا القلم
وقال:
ألا أبلغ أحبائي بأني / ركبت البحر وانكسر السفينة
على دين الصليب يكون موتي / ولا البطحا أريد ولا المدينة
وقال أيضاً:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا / نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرتني أبصرته / وإذا أبصرته أبصرتنا
وله:
خاطبني الحق من جناني / فكان علمي على لساني
قربني من بَعْد بعدٍ / وخصني الله واصطفاني
وأيضا:
ارجع الى الله إن الغاية الله / فلا إله إذا بالغت إلا هو
معناه في شفتي من حلّ منعقدا / عن التهجي الى خلق له فاهوا
وقال:
لست بالتوحيد ألهو / غير أني عنه أسهو
كيف أسهو كيف ألهو / وصحيح أنني هو
وقال أيضاْ:
تعودت مسّ الضر حتى ألفته / وأسلمني حسن العزاء الى الصبر
وله:
اتحد المعشوق بالعاشق / انقسم الموموق للوامق
واشترك الشكلان في حالة / فامتحقا في العالم الماحق
وأيضاً:
وكان فؤادي خالياً قبل حبكم / وكان بذكر الخلق يلهو ويمزح
فلما دعا داعي هواكم أجابه / فلست أراه عن وصالك يبرح
فإن شئت واصله وإن شئت بالجفا / فلست أرى قلبي لغيرك يصلح
وقال:
وطائر حلّ أرض الشام أقلقه / فقد الأليف له نطق بإضمار
قد كان إلف قصور صار مسكنه / في غيضة الأيك في أغصان أشجار
وللحلاج أيضاً:
طلبت المستقرّ بكل أرض / فلم أرَ لي بأرض مستقرا
أطعت مطامعي فاستعبدتني / ولو أني قنعت لكنت حرّا