بقلم : جهاد الخازن
المصادر التي أتوكأ عليها في كتابة هذه الزاوية تشمل دور بحث وجرائد كبرى على جانبي المحيط الأطلسي. في الأيام الأخيرة غرقت في أخبار القمة بين الرئيسين الأميركي والكوري الشمالي دونالد ترامب وكيم جونغ- أون فهي تجاوزت ألف دراسة وخبر (كلها محفوظ عندي)، ورأيت اليوم أن أختار بعضاً منها أرجو أن يكون فيها ما يفيد القارئ.
- كان الصحافيون مجتمعين بانتظار خروج الرئيس ترامب ليحدثهم عن جلسته مع كيم عندما بدأ على شاشتين كبيرتين بث برنامج يظهر كوريا الشمالية كأنها جنة الله على أرضه. كانت هناك صور لأطفال والأعلام يتلاعب بها الهواء وكيم يحيي الجمهور والرئيس ترامب يرفع يده وسبابته في الهواء. اعتقدوا الصحافيون أنهم يشاهدون برنامج دعاية كورياً شمالياً، إلا أنه تبيّن في النهاية أن البرنامج كله من صنع أميركي.
- وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يأمل أن يكون هناك نزع سلاح شامل من كوريا الشمالية مع نهاية سنة 2020، لأن طلبها رفع العقوبات لن يتحقق إلا بعد وقفها برنامجها النووي العسكري، وتجارب الصواريخ البعيدة المدى. أقول إن عند الولايات المتحدة من هذا وذاك ما يكفي لتدمير العالم كله، ولكن التركيز الآن على دول متخلفة من العالم الثالث. الرئيس ترامب والوزير بومبيو حددا المطلوب لرفع العقوبات ويبقى أن تتجاوب معهما كوريا الشمالية.
- الميديا في كوريا الشمالية رحبت كثيراً بالقمة بين الرئيسين، وبما أن هناك سيطرة كاملة لأجهزة الدولة عليها فإننا نفترض أن ما أذيع من ترحيب بالقمة وافقت عليه حكومة بيونغيانغ. الميديا رحبت بوقف التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وهي بانتظار رفع العقوبات.
- وزارة الدفاع الأميركية، أو البنتاغون، في عالم آخر وهناك أخبار عن أنها فوجئت بالاتفاق بين الرئيسين، إلا أن الوزارة أصدرت نفياً لذلك وقالت إن الوزير جيم ماتيس كان على إطلاع كامل على سير الأمور. مع ذلك كانت هناك أخبار من الوزارة أن القوات الأميركية على استعداد كامل لمواجهة أي تطور مفاجئ على الأرض.
- القمة تعكسها المصافحة بين الرئيس ترامب والرئيس كيم، وقد شهدنا صوراً لتلك المصافحة مع تعليقات تتراوح بين الجيد والمبالغ فيه. قرأت أن المصافحة دامت 12 ثانية، إلا أن الحديث عنها في ساعات وأيام، وحتى اليوم. قرأت أيضاً أن مصافحة كيم مع رئيس كوريا الجنوبية مون جي- إن كانت أكثر حرارة، وهناك اتصالات بين البلدين هدفها تحسين العلاقات.
- هل لاحظ القارئ ما لاحظت عن سيارة الرئاسة الكورية الشمالية؟ كان هناك حراس يرتدون سترات رسمية، وكل منهم يزيد عليها ربطة عنق يركضون حول سيارة الرئيس كيم وهي متوجهة من مكان إلى آخر. هل هؤلاء حراس أو من العدائين الأولمبيين؟ ليس عندي جواب ولكن أرى أنهم كانوا قادرين على السير مع سيارة الرئيس أبطأت أو أسرعت.
- الرئيس ترامب قال إن كوريا الشمالية لم تعد تمثل خطراً نووياً، إلا أن هذا الكلام يتناقض مع رأي وزارة الدفاع المسجل في البرامج النووية لكوريا الشمالية. تقرير استراتيجية الأسلحة النووية يرى أنها لا تزال خطراً، وتقرير المخابرات الأميركية عن الأخطار يرى أنها أكبر خطر نووي على الولايات المتحدة.
- ترامب قدم صورة جميلة عن مستقبل العلاقات مع كوريا الشمالية إلا أن أعضاء في الكونغرس من الديمقراطيين سخروا من كلامه، ولعل السناتور تشارلز شومر، رئيس الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ، عبّر عن رأي حزبه وهو يسأل على أي كوكب في الفضاء يعيش ترامب فلا يرى السلاح النووي وصواريخ كوريا الشمالية.
عندي ألف خبر آخر من نوع ما سبق
المصدر : جريدة الحياة
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع