هذه هي السياسة كما خبرتها

هذه هي السياسة كما خبرتها

هذه هي السياسة كما خبرتها

 تونس اليوم -

هذه هي السياسة كما خبرتها

جهاد الخازن

 أقرأ أن العلاقات السعودية - الأميركية لن تتغير بعد أن خلف الملك سلمان بن عبدالعزيز الملك عبدالله، وأقرأ أن العلاقات بين البلدين متوترة، ثم أقرأ أن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط سيمتحن العلاقات الثنائية.

بعض المادة المنشورة منصف، أو يبحث عن الحقيقة حتى لو أخطأها، وبعضها كتبه أعداء للعرب والمسلمين يبحثون عن قضايا لتصوير المملكة العربية السعودية كأنها من العصور الوسطى. كنت أتمنى لو أجرت مؤسسة غالوب العالمية استفتاء للشعب السعودي أيام الملك عبدالله لأن النتيجة كانت تأييد الشعب له بنسبة ساحقة، وهي النتيجة نفسها لو أجري استفتاء اليوم على شعبية الملك سلمان. الحكم في السعودية مفصَّل على قياس أهلها لا أهل اسكندنافيا.

أقمت في بريطانيا 40 عاماً وأجريت مقابلات صحافية لثلاثة رؤساء وزارة، وعرفت سياسيين كثيرين ورجال ميديا وأساتذة جامعات، ثم لا أزعم أنني أعرف بريطانيا أكثر من أهلها، وأرفض أن يزعم كاتب «خواجا» أنه يعرف السعودية أكثر مني وقد عاصرت ملوكها وأمراءها والشعب كله حتى سائق التاكسي، وأزورها مرة أو مرتين كل سنة.

العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ستستمر من دون تغيير لأن كلاً من البلدين يقدم للآخر ما يحتاج إليه. السعودية لا تستطيع استعداء أقوى دولة في العالم، والولايات المتحدة لا تستطيع استعداء أكبر منتج للنفط في العالم، أو حجر الزاوية في بناء الاقتصاد العالمي.

لا توجد تبعية في هذه العلاقة، بل تعاون حذِر لأن ما يربط البلدين هو مصالح مشتركة، وليس تاريخاً مشتركاً أو قناعات سياسية أو غيرها. وزيارة الرئيس باراك أوباما كانت ودية، إلا أنها لن تغير الأسس التي قامت عليها العلاقة بين البلدين منذ اجتمع الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت على ظهر سفينة حربية أميركية توقفت في البحيرات المرّة من قناة السويس سنة 1945.

عندي مَثل واضح ثابت تابعته شخصياً فلا أنقل عن أحد، هو استقلال القرار السعودي، وقد سبق أن أشرت إليه في هذه الزاوية وأعود إليه اليوم لأنني أقرأ أيضاً أن الأمير محمد بن نايف، وزير الداخلية، هو «النجم الصاعد» في السياسة السعودية بعد أن اختاره الملك سلمان ولياً لعهد ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز.

أسجل ما سمعت من الأمير نايف في مكتبه في وزارة الداخلية. انفجار الخبر سنة 1996 قتل 19 أميركياً، وطلبت الإدارة الأميركية أن تتولى الاستخبارات الأميركية التحقيق لأن جميع القتلى من الأميركيين، إلا أن الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، رفض لأن هذا انتهاك لسيادة السعودية على أرضها.

الأميركيون طلبوا بعد ذلك أن يشاركوا في التحقيق، ورفض الأمير نايف مرة أخرى، وأعتقد أن الرئيس كلينتون اتصل بالملك فهد محتجاً، والملك بلّغ الأمير نايف ما حدث، من دون أن يطلب منه تغيير موقفه لأنه كان موقف الحكومة السعودية... في النهاية، سمح الأمير نايف للأميركيين بأن يقدموا أسئلة يطرحها المحققون السعوديون على المتهمين، فيما رجال الأمن الأميركيون يجلسون وراء مرآة باتجاهين تخفي وجودهم في مركز التحقيق ليسمعوا الردود على أسئلتهم.

الآن الأمير محمد بن نايف هو وزير الداخلية، وثقتي كاملة في أنه سيكون «ابن أبيه» وزيراً وولياً لعهد ولي العهد.

كانت جلساتي مع الأمير نايف تمتد حتى الفجر، ثم يصلي الفجر وينام، وكل موظفي مكتبه الخاص شهودي. أقول هذا ليثق القارئ بأنني أكتب عمّا خبرت شخصياً على مدى عقود، ولست كاتباً «خواجا» عنده قضية ضد السعودية، أو ضد العرب والمسلمين جميعاً، فيكتب ما يناسب تحامله لا الحقيقة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه هي السياسة كما خبرتها هذه هي السياسة كما خبرتها



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia