المحافظون الجدد يريدون حرباً

المحافظون الجدد يريدون حرباً

المحافظون الجدد يريدون حرباً

 تونس اليوم -

المحافظون الجدد يريدون حرباً

جهاد الخازن

المحافظون الجدد عادوا. هم يريدون حرباً على «الدولة الإسلامية» في العراق وسورية. يقولون إن الغارات الجوية لا تكفي، وإن الوضع في حاجة إلى تدخل عسكري على الأرض «حماية للمصالح الأميركية».

كان الرئيس باراك أوباما قال يوم الخميس الماضي رداً على سؤال عن العراق: «ليست لدينا استراتيجية بعد». هو قال أيضاً إن الدولة الإسلامية سرطان والقتال ضدها لن يكون سهلاً أو سريعاً، وخطته جمع تحالف دولي ضد الإرهابيين. رده أعطى خصومه فرصة فكان موضوع كل البرامج السياسية في شبكات التلفزيون الأميركية يوم الأحد الماضي، ومضت سبعة أيام ولا يزال دعاة الحرب يهاجمون الرئيس.

هو أعطاهم ذخيرة، فقد قال إن قتل الصحافي الأميركي جيمس فولي «كسر قلبه» وأتبع كلامه بالذهاب في إجازة للعب الغولف ما جعل بعض أنصاره ينتقده.

قرأت في الميديا الليكودية الأميركية عن فشل هزيل لأوباما، وعن أوباما وكلام فارغ عن «الدولة الإسلامية»، وأن لا رد من أميركا، وأيضاً لماذا السلبية في مواجهة «الدولة»، وعن أوباما و»عرقنة» أميركا، وكره أوباما غير المنطقي لإسرائيل. وأيضاً: أوباما على المكشوف، ومثله: أخرُجْ من حياتنا، لا تعرضنا للخطر.

هم يريدون التدخل، وهم ليسوا وحدهم، فالنائب مايك روجرز، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، قال إن السياسة الخارجية لأوباما انهيار كامل، وزعم أنه كانت هناك فرصة ضيَّعها أوباما للتعاون مع دول أعضاء في الجامعة العربية ضد الدولة الإسلامية. والسناتور ديانا فاينستين، رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، قالت إن أوباما حذر جداً، أو حذر زيادة عن اللزوم. أما بك ماكيون، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، فقال إن الغارات لا تكفي ويجب التدخل عسكرياً على الأرض.

بعض المعلقين في الصحف الكبرى حاول إنصاف أوباما، أو على الأقل تسجيل ما له وما عليه، إلا أن دعاة الحرب اغتنموا الفرصة لمهاجمة الرئيس وسياسته مع كلامه عن عدم وجود إستراتيجية ثم ذهابه في إجازة. وقرأت أن أوباما منفصل عن الحقيقة، وأن هذا ليس وقت القيادة من خلف. وكان هناك هذا العنوان: مَنْ صاحب أسوأ أسبوع في واشنطن؟ الرئيس في إجازة. وقرأت أن أوباما ليست له سياسة خارجية.

دعاة الحرب يجدون أن فرصتهم عادت مع اقتطاع «الدولة الإسلامية» أجزاء من شمال وغرب العراق وشرق سورية، وهم يهاجمون الرئيس وكل مَنْ يقف ضد الحرب، حتى أن راند بول، السناتور الجمهوري من كنتاكي، لم يسلم من سهامهم. الكاتبة اليمينية جنيفر روبن هاجمته لأنه ضد الحرب وقالت إن رأيه في العالم الخارجي أحمق وشكت من أن الميديا لا تتحداه، وهذا مع أنها كانت تتحداه وقد أعماها تطرفها عن رؤية ما تفعل. وهي عادت وزعمت في مقال آخر أن راند بول كان صيفه عفناً.

كل ذنب راند بول أنه كتب في «وول ستريت جورنال»، حيث يسرح المحافظون الجدد ويمرحون، معارضاً التدخل من دون تفكير، واستعمل عبارة رائجة بالإنكليزية هي: أطلق النار أولاً، واسأل ما تريد ثانياً، وقال إن هذا التفكير ليس سياسة صالحة.

المتطرفون سألوا هل تغيرت سياسة راند بول إزاء إسرائيل، بعد أن عارض يوماً المساعدات لها، ثم عطفوا على هيلاري كلينتون وقرأت أن سياستها ذات وجهين، بل هناك مَنْ زعم أن لها يداً في «أنفاق الإرهاب» التي بنتها حماس.

الإرهاب الأول والأخير في بلادنا هو الإرهاب الإسرائيلي، وهو الذي أطلق كل إرهاب آخر، والذين يؤيدون هذا الإرهاب إرهابيون بدورهم. أما الأنفاق فهي جزء من حركة تحرير الأرض المحتلة، والذين يحفرونها ويستعملونها أبطال.

كما قلت في البداية الحملة على باراك أوباما مستمرة، والجماعات التي تقف خلفها هي نفسها التي أيَّدت كل حرب على العرب والمسلمين. مع ذلك إذا كان لي أن أبدي رأياً سريعاً بعد المعلومات السابقة فهو أن باراك أوباما لن يخوض حرباً جديدة لأن سياسته أن ينهي حروب الآخرين، وهو يعلم أن حرباً أخرى تعني طبع البنك الفيديرالي (المركزي) بلايين الدولارات للإنفاق عليها، وخفض قيمة الدولار بالتالي، فيدفع الثمن كل أميركي.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحافظون الجدد يريدون حرباً المحافظون الجدد يريدون حرباً



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia