القراء بين حسن الاطلاع ونقيضه

(القراء بين حسن الاطلاع ونقيضه)

(القراء بين حسن الاطلاع ونقيضه)

 تونس اليوم -

القراء بين حسن الاطلاع ونقيضه

جهاد الخازن

القارئ الياس سعد صديق من أيام المراهقة غاب عني بعد انتقاله إلى الولايات المتحدة فلم أعد أراه، هو مثقف حسن الاطلاع وتعليقاته على ما أكتب أو ما يقوم من جدل أحياناً بينه وبين قراء آخرين دليل على عمق معرفته.

في الأيام الأخيرة لاحظت أنه دخل في مبادلات متصلة مع قراء كثيرين، قلةٌ منهم أيّدته وغالبية وقفت ضده. أترك الصداقة جانباً وأقول إن ما كتب الأخ الياس عن أرامكو صحيح. أزيد أن في أهمية ذلك أن المملكة العربية السعودية تملك الشركة وحدها الآن وتملك إنتاج النفط في البلاد، وهي تنتج القدر الذي تريد.

الولايات المتحدة أيدت زيادة السعودية إنتاج النفط لضرب إيران وروسيا، ثم طلبت أن تخفض السعودية إنتاج نفطها لأنه دمر إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة. السعودية رفضت الاقتراح الأميركي ولا تزال تنتج كما تريد هي وليس أي طرف آخر.

أنتقل إلى موضوع مهم فالقارئ علي عبدالله يقول إن المتنافسين على الرئاسة الأميركية يتراشقون ويتجادلون ولكن «لا يقتلون ولا يعتقلون بعضهم بعضاً».

أين تعيش يا أخ علي؟ هم يريدون قتلنا لا قتل أحدهم الآخر. إدارة جورج بوش الابن قتلت مليون عربي ومسلم، على أساس أسباب زوِّرَت عمداً، ولم يحاسَب بوش أو أحد من أعضاء إدارته. والمتنافسون على الرئاسة الأميركية بعضهم جيد أو معتدل، وآخرون سياستهم شن حروب جديدة على بلادنا، وربما قتل مليون بريء آخر. المرشح المتقدم بين الجمهوريين دونالد ترامب يريد منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. والمرشح المتقدم الآخر تد كروز يريد شن غارات مدمرة على قرى سورية. وثلاثة أرباع المتنافسين الآخرين يرفضون قبول أي لاجئين
.
أرجو أن تستفيق وتقرأ الأخبار كما هي لا كما تحب أن تكون، وقبل أن ترد أطلب أن تلاحظ أنني في ما سبق لم أدافع عن أي نظام عربي.

القارئ جمعاوي جمعة من نوع مماثل فهو يرفض قولي أن يعود بعض اللاجئين من حيث جاؤوا أو يموتوا غرقاً. أقول إن كلامي مجرد رأي غير قابل للتنفيذ في أخلاق المنحرفين الذين أضرّوا باللاجئين جميعاً بعد سوء تصرفهم في كولون. والتهم صوِّرَت على الفيديو والضحايا من النساء أدلين بتصريحات، وألمانيا بلد ديموقراطي جداً، ولن يُدان بريء أو يؤخَذ بذنب المذنب.

أقول للقارئ جمعاوي ألا يدافع عن المنحرفين، وبعضهم مدسوس على اللاجئين، حتى لا يُتهَم بأنه منهم أو يؤيد أعمالهم. أيضاً، مصر لم تؤيد الغارات الروسية على سورية والقارئ يخطئ مرة ثانية.

وأشكر كل القراء الذين أيدوني في ما كتبت عن لبنان وأهله. كنت شاركت في توزيع جوائز محمود كحيل للرسوم الكاريكاتورية، فأشكر مؤسسة معتز ورادا الصواف التي تقف وراء هذا الجهد، ورأيت هناك أصدقاء من أهل البلد وسوريين مقيمين وغيرهم. كلهم يحب لبنان بعكس بعض أهله.

كلنا يخطئ، وأنا من هذا الكل، غير أنني أقيم في لندن وليس في عاصمة عربية، ولو أخطأت لدفعت الثمن فوراً، لذلك لم يحدث إطلاقاً في حياتي المهنية أن سحبت موضوعاً أو اعتذرت عن معلومات خاطئة، وقد ربحت كل قضية رفعتها أو رُفِعَت عليّ. أقول هذا طالباً من كل قارئ أن يقبل معلوماتي لأنها صحيحة، ثم هو يستطيع أن يقبل رأيي أو يرفضه، لأن الرأي حق لصاحبه، ولا يجوز فرضه على الآخرين. القارئ في هذه الأيام العجاف، مثل زبون السوبرماركت، دائماً على حق.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القراء بين حسن الاطلاع ونقيضه القراء بين حسن الاطلاع ونقيضه



GMT 08:21 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

زمن الانقضاء وزمان الجديد؟

GMT 14:04 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

لا يزال هناك امل في تونس

GMT 14:09 2020 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

وقوف السعودية مع الحق الفلسطيني

GMT 13:02 2020 السبت ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

العراق يقاوم... وايران اكثر عدوانية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia