السعودية خبر طيب وأخبار تدين كتـّابها

السعودية: خبر طيب وأخبار تدين كتـّابها

السعودية: خبر طيب وأخبار تدين كتـّابها

 تونس اليوم -

السعودية خبر طيب وأخبار تدين كتـّابها

جهاد الخازن

كتبت مرة بعد مرة عن أخبار سيئة، وأحياناً كاذبة، عن المملكة العربية السعودية، وشكوت من عدم الرد عليها، فالصمت من نوع الاعتراف بالذنب وهو عادة غير موجود. أخيراً، أقرأ خبراً طيباً عن السعودية في الميديا الأجنبية، هو مشاركة النساء في الانتخابات البلدية وفوز بضع عشرة امرأة، وربما أكثر، بمقاعد في المجالس البلدية.

المرأة السعودية قادرة، وهي تستطيع النجاح لو أعطيَت نصف فرصة، فأذكّر القراء جميعاً، بمَنْ فيهم السعوديون، بأن نتائج الامتحانات المدرسية في السعودية تنشر كل سنة في حزيران (يونيو) والأرقام تظهِر أن ستة من عشرة، أو سبعة أو ثمانية أو تسعة، من المتفوقين بنات.

ثمة أسباب لتفوّق الإناث لا مجال لذكرها كلها هنا، فأكتفي بسببين، الأول أن البنت السعودية أقل حرية من الصبي، وعندها بالتالي وقت أكثر للبقاء في البيت والدرس، والثاني أن البنت العربية، وليس السعودية فقط، مضطرة لأن تثبت أنها في قدرة الشاب أو أقدَر لتحصل على نصف مرتبه.

قرأت أن في بلد سكانه 21 مليوناً، كان عدد الناخبين المسجّلين 1.35 مليون رجل و130 ألف امرأة. وكانت نسبة التصويت 44 في المئة للرجال و82 في المئة للنساء. وتنافس على 2100 مقعد في 284 مجلساً بلدياً حوالى سبعة آلاف رجل وألف امرأة. وسيعيّن الملك سلمان بن عبدالعزيز 1.050 عضواً أرجو أن تكون نساء كثيرات بينهم.

أول انتخابات بلدية أُجريت سنة 2005، والملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، قرر سنة 2011 أن تشارك المرأة السعودية في الانتخابات التالية. الملك سلمان خلف الملك عبدالله وأشرفت حكومته على الانتخابات البلدية فكانت النتائج إنجازاً للحكومة وللمرأة السعودية وللمواطنين جميعاً.

أتمنى أن أرى يوماً نساء السعودية وقد نلن حق قيادة السيارة، فمن المستحيل أن تكون المرأة السعودية أسوأ من الرجل في السواقة. أهم من ذلك، أنني أرجو أن أعيش لأرى الملك سلمان يعيّن نساء سعوديات وزيرات، وهن أفضل في وزارات من نوع الشؤون الاجتماعية والعمل والصحة وغير ذلك.

أحتفل مع أهل السعودية كلهم بخوض المرأة الانتخابات البلدية، وأتوقع مزيداً من الإجراءات التي تضمن تقدّم المرأة السعودية الى درجة المساواة في الحقوق والواجبات. وقد قرأت أن الأرامل والمطلقات سيمنحن حق إدارة شؤونهن العائلية من دون إشراف رجل، وستكون هناك بطاقات هوية للرجال والأرامل والمطلقات، مع حق تسجيل الأطفال في المدارس والرعاية الصحية.

كل هذا جميل، إلا أنني أرجو ألا يغفل أهل الحكم في السعودية عن الحملة المستمرة على بلادهم، وبعضها حقير يدين مَنْ يكتبه مثل افتتاحية «نيويورك تايمز» التي تحدثت عن «فيض الإعدامات في السعودية»، علماً أن هناك أحكاماً بالإعدام، لكن لم تنفذ بعد. ثم هناك الذي سأل: هل تؤدي الإعدامات في السعودية الى حرب أهلية؟ كاتب المقال شيعي سعودي لن أكرمه بذكر اسمه، يعمل في معهد شؤون الخليج الليكودي المتطرف، ويكتب تحامله وتطرفه. «التايمز» اللندنية نشرت مقالاً يتوقع انهيار الحكم، وأنا أتوقع «انهيار» كاتب المقال روجر بويز، قبل أن يحصل ما يود أن يرى. حتى «بي بي سي» وموقع «ضد الحرب» المعتدل، تحدثا عن موجة إعدامات في السعودية. مرة أخرى، هناك أحكام بالإعدام، إلا أنها لم تنفذ منفردة أو جماعياً، وأتمنى لو أن الملك سلمان يصدر عفواً، وهو قادر.

ماذا أزيد؟ السياسي العمالي البريطاني كن لفنغستون، صرَّح أن السعودية أشدّ خطراً من روسيا، والاستخبارات الألمانية انتقدت الحكم في السعودية وردت عليها الحكومة الألمانية بالقول إن كلام المخابرات لا يمثل رأيها، وإن هناك حاجة الى السعودية كشريك.

مرة أخرى، أرجو ألا يلهينا خبر طيب عن أخبار سيئة يجب الرد عليها وإدانة أصحابها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية خبر طيب وأخبار تدين كتـّابها السعودية خبر طيب وأخبار تدين كتـّابها



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia