أول نيسان مضى والكذب مستمر

أول نيسان مضى والكذب مستمر

أول نيسان مضى والكذب مستمر

 تونس اليوم -

أول نيسان مضى والكذب مستمر

بقلم :جهاد الخازن

قرأت في أول هذا الشهر، أن دونالد ترامب انسحب من سباق الرئاسة ولم أصدق الخبر، فقد كان كذبة نيسان (إبريل). قد أخرت هذه السطور أياماً لوجود مادة سياسية مهمة، وحتى لا أشجع أحداً على محاولة الطلوع بكذبة قد ترتد عليه أو على الأهل والأصدقاء.

أذكر من أيام المدرسة أن أستاذي قيصر حداد، شقيق وديع حداد، قال لنا يوماً إن المدرسة قررت تبادل الطلاب أسبوعاً مع مدرسة ثانوية في باريس، والمشروع على حساب الحكومتين اللبنانية والفرنسية. عشنا على الفرحة أياماً، فلم أكن والزملاء رأينا باريس، ثم كشف لنا الأستاذ قيصر أن الموضوع كله «كذبة نيسان» وقرر بعضنا اغتياله، ثم غيرنا رأينا.

«واشنطن بوست» قالت إن أول «كذبة نيسان» مسجلة تعود إلى عام 1698، وخبر عن غسل الأسود في برج لندن. كانت للبرج حديقة حيوان صغيرة، وتجمع الناس للفرجة وفوجئوا بأنهم راحوا ضحية «كذبة نيسان».

الجريدة تحدثت أيضاً عن «كذبة نيسان» سنة 2000، عندما نشرت النسخة الرومانية من مجلة «بلاي بوي» موضوعاً مع صور عنوانه «كيف تضرب زوجتك من دون أن تترك أثراً في جسدها». كثيرون صدقوا، وكنت سأصدق لو أن الموضوع كان عن كيفية تجنّب أن تضرب الزوجة زوجها. المرأة تشكو إذا ضربها زوجها وتذهب إلى الشرطة، غير أن الرجل يخجل أن يعترف بأن زوجته ذات عضلات ليست عنده فيسكت. وثمة إحصاءات أميركية ذات علاقة.

ما أذكر شخصياً هو زعم هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن موسم قطاف السباغتي في سويسرا قد بدأ، وكانت هناك لقطات تلفزيونية مزوّرة للمعكرونة وهي تتدلى من الشجر. وقرأت بعد ذلك أن كثيرين صدقوا الخبر وطلبوا عنوان المزارع التي تبيع السباغتي. أتمنى لو أرى هؤلاء لأبيعهم جسراً على النيل في القاهرة.

أنتقل الى بعض السياسة. بنيامين نتانياهو لا يعرف «كذبة نيسان» لأنه يكذب كل يوم من السنة، ومثله أعضاء حكومته الإرهابية المحتلة. اليمين الإسرائيلي كله رحَّب بقتل مجنَّد إسرائيلي فلسطينياً ملقى على الأرض لا يحمل سلاحاً. جريدة «هآرتز» قالت إنه لم يحدث في تاريخ إسرائيل أن رحب مثل هذا العدد الكبير من الإسرائيليين بارتكاب جريمة وحشية لا دفاع عنها. الآن أقرأ أن هناك مَنْ يريد تجريد الفلسطينيين الذين بقوا في بلادهم من الجنسية الإسرائيلية. هذا ليس «كذبة نيسان» ولا أقول سوى أن الأرض كلها للفلسطينيين وأن الإسرائيليين فيها يحملون جنسيات مزورة.

في كذب حكومة إسرائيل أو أسوأ ليكود أميركا الذين يتحدثون عن «إرهابيين» فلسطينيين، في حين أن الإرهاب كله إسرائيلي، ولولا هذا الإرهاب لما حمل فلسطيني سكيناً وقد ضاقت به سبل الحياة ليقتل أي إسرائيلي يقابله في الشارع، وهو يعلم أنه ينتحر.

لا أطلب الموت لأي إنسان، فقد كنت طالب سلام العمر كله ولن يغيرني نتانياهو والإرهابيون مثله. كل ما أريد أن أرى «عرض كتافهم» وهذه عبارة شامية تعني أن نرى ظهورهم وهم يرحلون عنا إلى القوقاز من حيث جاؤوا قديماً، أو إلى أوروبا الشرقية أو الولايات المتحدة. نحن لا نريدهم.

«أول نيسان» مرّ قبل أيام، فأختتم بيوم وأنا رئيس تحرير جريدتنا هذه وافقت فيه على نشر موضوع في أول نيسان 1995 يزعم أن صدام حسين قرر استنساخ نفسه، ما أثار غضب قراء كثيرين كانوا لا يتحملون صدام حسين واحداً. لم أجد الموضوع بين أوراقي، وإنما وجدت أن مجلة «صالون» الأميركية نقلته عن «الحياة» مع تفاصيل إضافية عن الصديق أياد علاوي في عمّان.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أول نيسان مضى والكذب مستمر أول نيسان مضى والكذب مستمر



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 23:18 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«مو ضروري» لـ ماجد المهندس تحصد 35.2 مليون مشاهدة

GMT 06:41 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

السير المعوج

GMT 02:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

يسرا تكشف سبب اعتذارها عن مسلسل "الزيبق"

GMT 12:07 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

وفاة نائب رئيس حكومة أوزبكستان بفيروس كورونا

GMT 00:31 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكد أن الكلاب لا تفهم البشر جيدًا

GMT 13:32 2014 الإثنين ,03 شباط / فبراير

إغلاق بورصة الأردن على تراجع بنسبة 0.18%
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia