الخليج العربي وإيران

الخليج العربي وإيران

الخليج العربي وإيران

 تونس اليوم -

الخليج العربي وإيران

طارق الحميد

في الوقت الذي أصدرت فيه القمة الخليجية الثالثة والثلاثون في البحرين بيانا تضمن مطالبة إيران بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج، أعلنت طهران عن مناورات بحرية عسكرية في الخليج من أجل «تعزيز جاهزية القوات المسلحة، واختبار المعدات العسكرية الحديثة، إضافة إلى تنظيم تكتيكات حربية جديدة»! ورغم كل ذلك نجد أن بعضا من وكالات الأنباء تقول، إن دول الخليج تحذر إيران من التدخل «المزعوم»، ونجد بيننا من يقول إن إيران دولة صديقة، وهناك مبالغة في دورها، رغم كل ما تفعله طهران طوال العقود الثلاثة الماضية ليس في الخليج فقط، بل وفي اليمن والعراق ولبنان، وبالطبع في سوريا التي سقط فيها إلى الآن ما يفوق الثلاثة والأربعين ألف قتيل على يد نظام الطاغية الأسد وبدعم إيراني كامل. ورغم كل ذلك نجد من يشكك في دور إيران الخطير على أمن الخليج والمنطقة. اليوم، ومع البيان الخليجي المهم، الذي صادق على قرارات مجلس الدفاع المشترك وبارك إنشاء قيادة عسكرية موحدة تقوم بالتنسيق والتخطيط والقيادة للقوات البرية والبحرية والجوية المخصصة، وكذلك إقرار الاتفاقية الأمنية المعدلة مع التأكيد على أهمية تكثيف التعاون فيما يتعلق بتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية، تكون دول الخليج قد قررت المواجهة مع إيران، بعد أن أعلنتها طرفا رئيسيا في زعزعة استقرار المنطقة، والخليج تحديدا، وبشكل معلن، رغم أنه أمر كان معلوما، لكن هذه المرة سمى القادة الخليجيون الأشياء بأسمائها، فهل هذا يكفي؟ الإجابة لا! فدول الخليج ليست بحاجة لمن يذكرها بخطر إيران، وحلفائها، وكذلك المخاطر الحقيقية على الكيان الخليجي ككل، وليس النظرة الضيقة لبعض الدول الخليجية، فما هو ثابت اليوم خليجيا أن الخطر عام وليس خاصا، وأن الهدف من كل ما يدور حولهم اليوم هو النيل من استقرارهم، وأمنهم. ولذا، فالمطلوب من دول الخليج اليوم كثير، سواء كان سياسيا، أو عسكريا، أو اقتصاديا، أو ثقافيا، وحتى إعلاميا، وليس في الخليج وحده، بل في كل المنطقة، وخصوصا أن قواعد اللعبة عربيا قد تغيرت. اليوم، لا بد من قوة عسكرية خليجية موحدة على أعلى المستويات، وفرق عالية الجاهزية لمكافحة الإرهاب، وغرف عمليات مشتركة لتداول المعلومات، وبنك خليجي قوي ونافذ، وذلك بدلا من أن تكون المساعدات هبات، بل تكون سياسة موحدة في إقراض الأصدقاء، وبطرق تضمن عدم وقوع الأموال بيد الفاسدين، وسياسات مالية تضمن أمن الحلفاء، سواء على نطاق دول الخليج أو خارجه. ولا بد من جهد دبلوماسي وسياسي موحد، وتنسيق سياسي متكامل، وليس التباين الصارخ الذي نراه أحيانا بين بعض أعضاء الدول الخليجية. ولا بد كذلك من إنشاء مراكز أبحاث ترصد التحديات التي تواجه دول الخليج، وتقدم رؤى، ووقائع، وليس كلاما إنشائيا وعاطفيا، مراكز تحتوي الباحثين المميزين شريطة ألا تكون مراكز حكومية صرفة. فطالما طالبت دول الخليج إيران علنا بالكف عن التدخل في شؤونها فلا بد من إتباع ذلك بأفعال، مثل الاتحاد الذي يتطلب تفاعلا متكاملا، فطهران لا تستجيب للمطالبات، ولا للنيات الحسنة، وكل ما حولنا يقول لنا، إن القادم أصعب على مستوى الخليج، وهذا ما يجب أن ندركه. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخليج العربي وإيران الخليج العربي وإيران



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia