الأسد بين العصا والجزرة

الأسد بين العصا والجزرة!

الأسد بين العصا والجزرة!

 تونس اليوم -

الأسد بين العصا والجزرة

طارق الحميد

مع دخول الثورة السورية عامها الثالث، ووسط الذهول من الموقف الأميركي الداعي لضرورة الحوار بين المعارضة والنظام، أعلن الفرنسيون والبريطانيون استعدادهم لتسليح الثوار سواء وافق الاتحاد الأوروبي أو لم يوافق، وأظهرت ألمانيا، المعارض الأبرز لفكرة التسليح، ليونة واضحة تجاه المبادرة الفرنسية البريطانية، لكن المفاجأة ليست هنا. المفاجأة الأبرز كانت في الموقف الأميركي تجاه المبادرة الفرنسية البريطانية، خصوصا أن واشنطن دعت قبل أيام معدودة لضرورة محاورة المعارضة للنظام، حيث ردت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية على سؤال عن قرار باريس ولندن تسليح المعارضة بالقول «سندعم بالتأكيد كل أشكال المساعدة للمعارضة السورية، والتي تتحدث عنها علنا فرنسا وبريطانيا»! فما الذي يحدث تحديدا؟ الواضح، وعطفا على التحركات الأخيرة، أميركيا وأوروبيا، وبالطبع عربيا، خصوصا أن العاصمة البريطانية قد شهدت اجتماعات مهمة جدا إبان مؤتمر أصدقاء سوريا في روما، وبحضور غربي وعربي مميز ناقش الأوضاع السورية بجدية واضحة.. الواضح أننا الآن أمام تحرك دولي يقوم على مبدأ العصا والجزرة للأسد، فإما أن يقبل طاغية دمشق بالحوار الجاد الذي يعني تنحيه، أو تسليح الثوار وإسقاطه عسكريا. وعملية العصا والجزرة هذه لن تكون للضغط على الأسد وحده، وإنما للضغط أيضا على روسيا، وإحراجها دوليا وداخليا؛ فالثوار السوريون يتقدمون على الأرض، وعملية التسليح أمر حاصل، لكن ليس بالأسلحة النوعية التي تريدها المعارضة، ونظام الأسد في تداعٍ مستمر، ولا ينكر ذلك إلا مكابر، فحتى الروس أنفسهم بدأوا يجلون مزيدا من رعاياهم في سوريا، وعليه فإن الغرب يريد الضغط على الروس، وإحراجهم، فإما أن يضغطوا على الأسد للرحيل، أو يتوقفوا عن دعمه، خصوصا أنه من الواضح أن الروس يتلكأون على أمل الحصول على «الثمن» المنشود، ومن شأن دعم الثوار بالأسلحة النوعية أن يعجل بسقوط الأسد، مما يجعل الروس أمام خيارات محدودة جدا، لا مكاسب لهم فيها. وبالتالي فإن عملية العصا والجزرة هذه هي عملية استهداف لكل من الأسد والروس، وإن كان بدرجة أقل. ومبررات كل من باريس ولندن وغيرهما من العواصم الأوروبية واضحة، فالكفة على الأرض تميل لمصلحة الثوار رغم الدعم الإيراني المتنامي للأسد، وبشكل جنوني، وحجم الكارثة التي يتسبب فيها نظام الأسد لم يعد محصورا بسوريا وحدها، وإنما امتد إلى الدول المجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا، وهو ما قاله العقلاء آلاف المرات، وحذروا منه من قبل، ولذا فإن التحرك للتسليح العلني، والنوعي، بات ضرورة ملحة، وخيارا دبلوماسيا أيضا بالنسبة للغرب، وكما قال الرئيس الفرنسي فإن الأسد «يتلقى أسلحة على الرغم من العقوبات، في حين أن المعارضة تخضع لقواعد الحظر». وعليه فإن السؤال الآن هو: هل يتجنب نظام الأسد العصا ويتلقف الجزرة؟ تاريخ هذا النظام، الأب والابن، وحتى اليوم، يقول إن هذا النظام لا يفهم إلا لغة العصا، ولذا فلا بد من التسليح، والآن وليس بعد شهر أو شهرين! نقلا عن جريدة الشرق الأوسط

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسد بين العصا والجزرة الأسد بين العصا والجزرة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia