أوباما دائمًا على خطأ

أوباما دائمًا على خطأ

أوباما دائمًا على خطأ

 تونس اليوم -

أوباما دائمًا على خطأ

طارق الحميد

في مقابلته مع الصحافي توماس فريدمان يقول الرئيس باراك أوباما إن الخطر الذي يواجه دول المنطقة، ومنها السعودية، ليس التدخل الإيراني، وإنما القضايا الداخلية، فهل هذا صحيح؟ الحقيقة أن الرئيس أوباما مخطئ في رؤيته تجاه المنطقة، وأثبت منذ دخوله البيت الأبيض أنه دائمًا على خطأ بمنطقتنا، وأن أخطاءه كبيرة، ولها تبعات.
هرول أوباما منسحبًا من العراق، وها هو يعود إليه مرة أخرى. قلل من حجم الثورة السورية، وجرائم الأسد، وحدد له خطوطًا حمراء، وتجاوزها الأسد، ولم يفعل أوباما شيئًا. قلل من خطورة «داعش»، ثم اعترف بذلك ملقيًا باللوم على استخبارات بلاده، واللافت في قصة «داعش» ما كشفته مؤخرًا صحيفة «واشنطن بوست» من أن «داعش» تنظيم بعثي يقوم على أفراد جيش صدام حسين، وهذا بالطبع نتيجة أخطاء واشنطن التي يتحمل أوباما جزءًا منها، وباعتراف الجنرال باتريوس! كما راهن أوباما منذ سنين مخطئًا على الإسلام السياسي بالمنطقة، وفشل الإسلاميون، وأفشلوا دولنا منذ ما عرف بالربيع العربي، وحتى الآن.
وأخطاء أوباما لا تقف عند هذا الحد، فها هو اليوم يرتكب الخطأ الأكبر، الذي ستكون له تبعات وخيمة، إذ يقول أوباما إن الخطر على المنطقة ليس من إيران، وإنما غياب الإصلاح الداخلي، وهذا كلام خاطئ، ومثير للشفقة، ففي عام 2009، وفي فترة حكم أوباما، اندلعت ثورة خضراء في إيران قُمعت بالأسلحة الثقيلة، والقتل على يد الحرس الثوري الإيراني ووقف يومها أوباما متفرجًا، ولا تزال قيادات تلك الثورة الإيرانية رهن الاحتجاز، ولم تقدم إيران على إصلاح حقيقي، ومشكلات إيران الداخلية لا تُحصى، وفوق هذا وذاك نجد إيران في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، وخلاياها الإرهابية النائمة في الخليج، مع كل المحاولات الخليجية، وتحديدًا السعودية، للإصلاح الداخلي، ثم بعد ذلك يقول أوباما إن الخطر على الخليج ليس إيران وإنما غياب الإصلاح! والأسئلة هنا كثيرة، ومنها: من الذي يعطل الإصلاح بالمنطقة؟ من الذي يفتعل الأزمات والحروب الطائفية؟ أوليس إيران؟! من أفسد الإصلاح في العراق، وأقصى نصف مكوناته؟ من يعطل انتخاب رئيس لبنان؟ من يحمي مجرم دمشق؟ أوليس إيران؟!
وعليه فليس المقصود هنا الرد على ما قاله أوباما وحسب، بل لا بد من اعتراف صادق، ووقفة مع النفس، لنقول إنه من الواضح أن دول منطقتنا، وتحديدًا المعتدلة، قد ارتكبت أخطاء بحق نفسها، فأين العمل الدبلوماسي، وبكل أنواعه في واشنطن، لشرح مواقفنا وقضايانا، وما يعطل عجلة التنمية لدينا، والإصلاح؟ كيف يتقلب أوباما باحثًا عن حلول واهية لمنطقتنا تارة باللجوء إلى الإسلام السياسي، والآن باتجاه إيران؟ أين نحن من كل ذلك؟ بالطبع لا أعول على نظرية المؤامرة، فالمقنع أكثر بحالة أوباما هو أن الرئيس الأميركي لا يفهم المنطقة، ويكفي مقارنة رؤيته برؤية شخص مثل الجنرال بترايوس. فأين دولنا المعتدلة وأين أدواتها؟ ولماذا فشلنا في لعبة اللوبيات والإقناع في واشنطن؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوباما دائمًا على خطأ أوباما دائمًا على خطأ



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia