«داعش» بأسلحة أميركية

«داعش» بأسلحة أميركية!

«داعش» بأسلحة أميركية!

 تونس اليوم -

«داعش» بأسلحة أميركية

طارق الحميد

منذ بداية الثورة السورية، وخصوصًا بعد الانعطافة الدموية التي أوجبت دعم الجيش السوري الحر بالأسلحة لمواجهة جرائم نظام بشار الأسد المدعوم من إيران والميليشيات الشيعية المتطرفة، كان موقف الإدارة الأميركية هو رفض تسليح الجيش الحر، والثوار السوريين.

عذر الإدارة الأميركية المعلن هو الخوف من وقوع تلك الأسلحة بالأيدي الخطأ، إلا أن ما حدث، ويحدث، تحديدًا في العامين الأخيرين في العراق وسوريا، يخالف كل ما قالته الإدارة الأميركية، ففي كل انسحاب، مثلاً، للجيش العراقي أمام «داعش» تسقط الأسلحة الأميركية بأيدي التنظيم المتطرف، ولا تزال الإدارة الأميركية، ورغم كل ذلك، تواصل دعم حكومة بغداد بالأسلحة! وتواصل سقوط الأسلحة الأميركية بيد «داعش» ليس بالجديد، حدث ذلك في الموصل، وبالأمس القريب في الرمادي حيث استولى «داعش» على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية التي تركها الجيش العراقي بعد انسحابه من الرمادي. وتقول وزارة الدفاع الأميركية إن القوات العراقية المنسحبة من الرمادي تركت وراءها كمية كبيرة من الإمدادات العسكرية، بما في ذلك نحو ست دبابات و100 مركبة تقريبًا وبعض قطع المدفعية، ونقل عن ضابط بالجيش العراقي قوله إن «داعش» استولى على مخزن بالرمادي يحتوي على ذخيرة تكفي لاستمرار «داعش» في القتال لمدة شهور!

يحدث كل ذلك وأبناء الرمادي، والأنبار عمومًا، يطالبون الأميركيين، والحكومة العراقية، بتسليحهم للدفاع عن أنفسهم أمام «داعش»، مثلما تم مع الأكراد الذين تسلحوا للدفاع عن أنفسهم، إلا أن الأميركيين لم يسلحوهم بسبب رفض الحكومة العراقية التي لم تدافع عنهم، والآن هناك اتهامات أميركية للجيش العراقي بأنه انسحب نتيجة تقديرات خاطئة، وليس بسبب قوة «داعش»! كما أن الحكومة العراقية لا تزال تعطل مشروع إنشاء الحرس الوطني العراقي الذي من شأنه ضم المقاتلين السنة تحت مظلة الحكومة، وبالتالي مقاتلة «داعش»! وعليه، وفوق كل ذلك، فقد سقطت الأسلحة الأميركية، وكذلك الروسية، بأيدي «داعش»، ورغم الرفض الأميركي لتسليح العراقيين السنة، أو الثوار السوريين المعتدلين!

والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فمع انسحاب القوات الأسدية من تدمر، مثلاً، وقعت أسلحة وذخيرة بيد «داعش»، لا بيد الثوار السوريين المعتدلين، وبات «داعش» يفاخر بما اغتنمه من أسلحة يستخدمها في العراق وسوريا، ورغم كل ذلك لا تزال الإدارة الأميركية تتردد في تسليح الجيش السوري الحر، والثوار المعتدلين، رغم انتشار المتطرفين بسوريا، وتقدم «داعش» هناك مع ضعف واضح للنظام الأسدي! وعليه فهل يمكن القول اليوم بأن الاستراتيجية الأميركية قد فشلت فقط في العراق؟ الإجابة هي أن الفشل الأميركي ليس في العراق وحسب، بل وفي سوريا، وجل المنطقة، وأبسط مثال رفض تسليح المعتدلين في سوريا والعراق رغم أن الأسلحة الأميركية، وغيرها، تسقط يومًا بعد آخر بيد «داعش» الذي بات مسلحًا بأسلحة أميركية!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» بأسلحة أميركية «داعش» بأسلحة أميركية



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia