تركيا فشل الانقلابيون وتحقق الانقلاب

تركيا.. فشل الانقلابيون وتحقق الانقلاب

تركيا.. فشل الانقلابيون وتحقق الانقلاب

 تونس اليوم -

تركيا فشل الانقلابيون وتحقق الانقلاب

بقلم : طارق الحميد

مع بلوغ عدد المعتقلين، والمفصولين، الأتراك في القطاع العسكري، الشرطة والجيش، وكذلك القضاء والتعليم، ستين ألًفا، وإعلان تركيا حالة الطوارئ، عدا عن التوتر التركي ­ الأوروبي، يمكن القول إن الانقلابيين قد فشلوا، لكن نجح الانقلاب.

من الطبيعي أن تكون ردة فعل الحكومة التركية على الانقلاب الفاشل جادة، إلا أن غير المفهوم هو تجاهل الحكومة، وتحديًدا الرئيس إردوغان، أن جميع الأحزاب التركية قد أيدت حكومته، وأيدت إردوغان نفسه، ووقفت ضد الانقلاب، وليس أنصار إردوغان وحدهم الذين أيدوه، وبالتالي كان يفترض أن تتعامل الحكومة التركية مع تداعيات الانقلاب في إطار جامع، موحد، وليس برد فعل يثير شكوك الداخل والخارج، ويعرض مكانة تركيا كلها للخطر. فقد كان بوسع إردوغان أن يكون حامي تركيا الجديدة، لكنه لم يفعل، حيث آثر الغضب على الحكمة! ولذا كان طبيعًيا أن يقول المتحدث باسم حزب الشعوب الديمقراطي التركي، إنه «لو نجح الانقلابيون لفعلوا نفس الشيء»، بحسب ما نقلته الكاتبة التركية إليف شافاق، في مقال لها في صحيفة «الفايننشال تايمز». وكان طبيعًيا أيًضا ما قاله النائب عن «حزب الشعب الجمهوري» المعارض أوزغور أوزيل، إن إعلان حالة الطوارئ هو «انقلاب مدني» على البرلمان، حيث اعتبر ذلك بمثابة الجحود تجاه كل النواب الذين تجّمعوا بمبنى البرلمان لمعارضة الانقلاب.

واللافت أيًضا، وهو ما كان سيفعله الانقلابيون لو نجحوا، إعلان الرئيس التركي عن إعادة هيكلة الجيش، مما سيفتح أبواًبا ربما من الصعب إغلاقها، وخصوًصا مع قول أحد المسؤولين إن منع المتدينين، وخّريجي المعاهد الإسلامية، من الانضمام إلى الجيش، لمَيُحل دون تغلغل جماعة فتح الله غولن فيه، معلًنا مراجعة ذلك، مما يعني احتمال السماح لطلاب المعاهد الإسلامية بالالتحاق بالجيش ضباًطا. كل ذلك يعني أن رد فعل الحكومة التركية على محاولة الانقلاب الفاشلة هو انقلاب مضاد، وبمثابة تغيير للقواعد السياسية هناك، بدلاً من تغليب الحكمة والعقلانية، وخصوًصا أن جميع القوى التركية المعارضة قد وقفت مع إردوغان ضد محاولة الانقلاب. وخطر ذلك أنه يهدد السلم الداخلي، كما يهدد المنطقة برمتها، فزعزعة استقرار تركيا ستكون مكلفة إقليمًيا.

وعليه فلا يمكن الآن انتقاد من يقولون إنه لو نجح الانقلاب لفعل الانقلابيون ما تفعله الحكومة الآن، فمثلما تتهم الحكومة التركية الآن، مثلاً، من تقول إنه طيار محسوب على غولن بإسقاط الطائرة الروسية، كان من الممكن أن يقول الانقلابيون، لو نجحوا، إن محسوبين على إردوغان أسقطوا الطائرة. وكانوا سيقولون إن تركيا في حاجة لتطهير أجهزتها من أتباع إردوغان، وكانوا سيعطلون كل مظاهر الدولة المدنية، وكما يحدث الآن.

ما يهمنا من كل ذلك هو أن ما يجري في تركيا يعني أنه من الصعب التفاؤل بخروج أنقرة من هذه الأزمة سريًعا، مما يعني أننا أمام تغيير خطر في موازين القوى الإقليمية، وهو ما يستدعي كل الحذر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا فشل الانقلابيون وتحقق الانقلاب تركيا فشل الانقلابيون وتحقق الانقلاب



GMT 05:55 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

روسيا تدافع عن نفسها لا الأسد

GMT 05:40 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

بوتين يحذر إيران والأسد

GMT 05:55 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

سورية... ما بعد الضربة الأميركية!

GMT 06:02 2017 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

سورية... وماذا عن إسرائيل؟

GMT 05:53 2017 الأحد ,12 شباط / فبراير

أين يعيش الأسد؟

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia