الروس وحزب الله

الروس وحزب الله!

الروس وحزب الله!

 تونس اليوم -

الروس وحزب الله

طارق الحميد

تضمن «بيان باريس للمجموعة الأساسية» والصادر عن اجتماع الـ11 الخاص بأصدقاء سوريا فقرة لافتة جدا، وهي الثانية من 14 فقرة، حيث نددت بـ«فظائع النظام التي يرتكبها ضد شعبه بمساندة حزب الله وغيره من المجموعات الأجنبية»، وهذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها تنديد بحق حزب الله بهذا الشكل، وعلى هذا المستوى! سألت أحد مصادري المطلعة على ما دار في اجتماع أصدقاء سوريا الأخير فقال: «كان هناك ضغط لإدراج حزب الله لتكون هناك إدانة وشجب للتطرف الشيعي كما يحدث مع التطرف السني». ويقول مصدري مضيفا: «إلا أن القصة ليست في إدراج فقرة إدانة حزب الله، والسهولة التي تمت بها، وإنما المفاجأة كانت في الاجتماعات التي دارت بين كل من وزير الخارجية الروسي ورئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، وكذلك رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا، والتي كانت على انفراد»، حيث أمضى الحريري وقتا مطولا مع لافروف. وفي تلك الاجتماعات كانت المفاجأة، بحسب مصدري، في الاهتمام الروسي بموضوع حزب الله، والميليشيات الشيعية العراقية المشاركة دعما للأسد في سوريا. وفي تلك المقابلات كان الروس مهتمين بمعرفة مدى أصولية حزب الله، وحجم مشاركته بسوريا، والأمر نفسه حول مشاركات الميليشيات الشيعية العراقية، ويبدو أن الاهتمام الروسي بالمشاركة العراقية مبرر، خصوصا أن نوري المالكي تحول فجأة الآن إلى صديق لواشنطن في محاربة الإرهاب! وبحسب مصدري فقد تفاجأ الروس عندما سمعوا من المعارضة السورية أن طائرات نظام الأسد كانت تحلق دوما فوق معسكرات «داعش» التابعة لـ«القاعدة» وتتجاهلها لتضرب الجيش الحر بدلا عنها! حسنا، ما معنى كل ذلك؟ الإجابة بسيطة جدا، وهي أنه كان من المتوقع ألا يقدم أصدقاء سوريا الآن تحديدا على إغضاب إيران، والمساس بحزب الله، وذلك لضمان عدم تعكير أجواء المفاوضات الغربية مع طهران حول الملف النووي، إلا أن ما حدث هو العكس، حيث خرج اجتماع أصدقاء سوريا ببيان إدانة بالغ الأهمية، حيث وضع حزب الله في موقعه الصحيح، وهو أن مثله مثل «داعش» الإرهابية، وتم ذلك في الوقت الذي أعلن فيه عن دخول الاتفاق الغربي النووي مع إيران حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، ومع الإعلان عن قبول حزب الله بحكومة لبنانية لا ثلث معطلا فيها، بعد أن كان حسن نصر الله يهدد خصومه قائلا: «ارضوا بشروطنا الآن قبل أن تقبلوا بشروط مذلة»! كل ذلك يقول إن الأمور لا تسير على ما يرام بحق حزب الله الذي عليه أن يفكر جيدا، حيث إن اتفاق إيران - الغرب يعني أن طهران منهكة اقتصاديا وتريد الانحناء للعاصفة الآن، كما أن نزع كيماوي الأسد يعني أنه لا قيمة للأسد نفسه، وعليه لم يتبق من معادلة المنظومة الإيرانية بالمنطقة إلا حزب الله، وها هو على قائمة الإدانة الدولية الآن، وموضع اهتمام روسي لافت، فهل وصلت الرسالة؟  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الروس وحزب الله الروس وحزب الله



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia