اجتياح حلب وتوديع أوباما

اجتياح حلب.. وتوديع أوباما

اجتياح حلب.. وتوديع أوباما

 تونس اليوم -

اجتياح حلب وتوديع أوباما

بقلم : طارق الحميد

ربما هذه المرة الأولى التي تكون فيها الخطة الروسية واضحة المعالم في سوريا، حيث سعى الروس لمجاراة إدارة الرئيس الأميركي في التفاوض حول الأزمة مطولا على أمل تحقيق أكبر قدر ممكن من التنازلات الأميركية، أو مضيعة للوقت حتى تقترب فترة انتهاء مرحلة أوباما الرئاسية.

اليوم باتت الخطة الروسية واضحة، حيث قاموا بمجاراة إدارة أوباما في مفاوضات لا معنى لها، وعندما انهارت الهدنة، الفاشلة أصلا، ودخول أوباما مرحلة النهاية كرئيس، فعليا، ها هم الروس يشنون هجوما عسكريا جويا على حلب لدعم بشار الأسد، ومرتزقة إيران، وذلك ليس لكسر صمود حلب، بل الواضح أنهم يخططون لاجتياحها بريا، وهو ما نقلته «رويترز» عن مسؤول عسكري في النظام الأسدي. وعليه فإن خطة الروس الآن هي كسر المعارضة السورية، والحصول على أكبر المكاسب ميدانيا، بالخيارات العسكرية، ولذا نجد أن الروس الآن يشاركون في قصف حلب، ويقدمون دعما جويا ملحوظا للأسد هناك.

يفعل الروس كل ذلك لأنهم أدركوا، عمليا، أن الرئيس أوباما لم يعد بمقدوره فعل شيء الآن، خصوصا أن
الانتخابات الرئاسية الأميركية بعد أسابيع من الآن، وبالتالي فإن هناك مرحلة انتقالية بعد الانتخابات، وعليه
فإن هذه تشكل فرصة سانحة لتحقيق مكاسب على الأرض في سوريا قبل التعامل مع الرئيس الأميركي
الجديد، والذي خلف له أوباما أزمة شديدة التعقيد في سوريا، وهو ما اعترف به وزير الخارجية الأميركي
جون كيري حين قال: إنه يخطئ من يعتقد بأن الأزمة السورية لن تصل إلى ما هو أسوأ. وبالفعل فإن الأزمة
السورية هي الآن في أحد مراحلها السيئة، وإن كان ما هو أسوأ قادم، أمنيا، ومن ناحية اللاجئين، وليس على
دول المنطقة وحسب، بل وعلى المجتمع الدولي.

فعل الروس ما فعلوه استغلالا لرغبة الرئيس الأميركي أوباما في تجاهل الأزمة، وإن حاول في آخر الأسابيع
الماضية تدارك الأوضاع، وفشل، لأن أميركا تجاهلت الحلول الحقيقية. كما أن الروس يفعلون ما يفعلونه في
سوريا استغلالا لعجز الأمم المتحدة. ومن يرصد جملة التصريحات الأميركية، وكذلك الصادرة عن الأمم
المتحدة، وذلك بعد قصف قوافل الإغاثة الإنسانية في حلب، سيجد أننا أمام «لعب عيال» حقيقي، حيث لا
جدية على الإطلاق، بل مجموعة تصاريح متناقضة، وجلها يعبر عن الإحباط، وخصوصا ما صدر عن الإدارة
الأميركية. حيث نجد أن الأمم المتحدة عاجزة عن اتخاذ مواقف لحماية القوافل الإنسانية. وعاجزة عن
حماية المدنيين السوريين، ومثلها أميركا، ورغم مقتل ما يزيد على نصف مليون سوري، فها هي روسيا
تساند الأسد في هجوم كامل على حلب!

وعليه فإن الخطة الروسية باتت واضحة، وهي استغلال فترة الانتخابات الأميركية، حيث تقوم موسكو
بمساندة الأسد وإيران في قتل السوريين، والمؤكد أن ذلك لا يعني انتصارا روسيا بقدر ما يعني أن علينا
توقع الأسوأ من ناحية الإرهاب، والتداعيات السياسية، والإنسانية، وخصوصا أزمة اللاجئين.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اجتياح حلب وتوديع أوباما اجتياح حلب وتوديع أوباما



GMT 05:55 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

روسيا تدافع عن نفسها لا الأسد

GMT 05:40 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

بوتين يحذر إيران والأسد

GMT 05:55 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

سورية... ما بعد الضربة الأميركية!

GMT 06:02 2017 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

سورية... وماذا عن إسرائيل؟

GMT 05:53 2017 الأحد ,12 شباط / فبراير

أين يعيش الأسد؟

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia