مسيحيو العراق والمالكي و«داعش»

مسيحيو العراق.. والمالكي و«داعش»!

مسيحيو العراق.. والمالكي و«داعش»!

 تونس اليوم -

مسيحيو العراق والمالكي و«داعش»

طارق الحميد

كتبت هنا في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) 2010، مقالا بعنوان «احموا مسيحيي العراق» جاء في مستهله: «لولا الخشية من أن يعتقد القارئ أن الكاتب يريد ملء المساحة فقط، لقمت بإعادة نشر مقالي (لا بد من حماية المسيحيين) المنشور بتاريخ 12 أكتوبر 2008؛ ففي ذلك المقال قلنا إن واجب العراقيين جميعا، لا حكومة بغداد وحدها، حماية المسيحيين العراقيين من القتل والتهجير، وكل أنواع القمع التي يتعرضون لها، خصوصا أنهم لم يسبق أن كانوا جزءا من تحالفات ضد العراق، ولم يأتوا ببريمر، وغيره. كما أنهم يعانون من أسوأ أوضاع يتعرض لها مسيحيو المشرق».
وكتبت بعد ذلك مقالا آخر في 2011 بعنوان «وماذا عن مسيحيي العراق؟»، واليوم، وفي عام 2014، يعود الحديث مجددا عن مسيحيي العراق، والجرائم التي ترتكب ضدهم من قبل «داعش»! حسنا، ما الذي تغير في العراق منذ عام 2008؟ لا شيء! حيث لا يزال مسيحيو العراق مستهدفين، ومثلهم السنة والشيعة وكل مقدساتهم، سواء كان الفاعل «القاعدة» أو «داعش»، حيث تعدد الإرهاب والأسباب واحدة! وأهم هذه الأسباب هي السياسات الإقصائية لحكومة نوري المالكي التي تتحمل مسؤولية ما حدث ويحدث في العراق، وطوال سنوات حكم المالكي.
ففي ظل حكم المالكي نشطت «القاعدة» بعد أن تصدت لها مجالس الصحوات السنية التي فتتت بسبب سياسات حكومة المالكي، ثم أطلت «داعش» برأسها القبيح وبسبب الطائفية السياسية في عهد المالكي أيضا، وتعمق الجرح الطائفي بين السنة والشيعة، وانتهى المطاف إلى اتهام المالكي للأكراد بإدارة غرفة عمليات لإرهاب «القاعدة» و«داعش»، وبات العراق كله على شفا حرب أهلية كبرى، كما بات على مفرق ترسيخ التقسيم الواقع حاليا! ورغم كل ذلك لا يزال المالكي يطالب بولاية ثالثة للعراق، ويتشرط، وذلك بدلا من أن يرحل، ويتحمل تبعات ما نتج عن سياساته الطائفية!
ولذا فإن ما يتعرض له مسيحيو العراق اليوم ليس بالجديد، وإن اختلف الفاعل الإرهابي، وإنما قديم، ومنذ سقوط نظام صدام حسين، وعليه فإن الحديث عن «داعش» و«القاعدة» ما هو إلا مضيعة للوقت، والأرواح، وتأجيج للطائفية، وترسيخ للتشرذم حيث يتأكل النسيج الاجتماعي للعراق ككل، فالأهم اليوم هو أن يقال للمالكي، وبكل وضوح: كفى! المفروض اليوم أن يصار إلى الإسراع برحيل المالكي، وتصحيح المشهد السياسي ليتمكن العراق، ومن خلفه دول المنطقة، والمجتمع الدولي، من كسر شوكة الإرهاب في أرض الرافدين، وضمان عودة العراق إلى محيطه الطبيعي، وليصبح دولة لكل العراقيين، لا دولة تابعة، أو طائفية تقوم على المؤامرات، والميليشيات، وبذلك إنقاذ لكل العراق، وطوائفه، وليس المسيحيين وحدهم، وإلا فإن الجرائم ستتكرر، وإن اختلفت تسميات جماعات التطرف بالعراق!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسيحيو العراق والمالكي و«داعش» مسيحيو العراق والمالكي و«داعش»



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia