عشرة أسباب تَقِف وراء رفض “أنصار الله” وحُلفائهم للمُبادرة السعوديّة المُفاجئة لوقف إطلاق النّار رُغم ما تتضمّنه من تنازلات ما هي

عشرة أسباب تَقِف وراء رفض “أنصار الله” وحُلفائهم للمُبادرة السعوديّة المُفاجئة لوقف إطلاق النّار رُغم ما تتضمّنه من تنازلات.. ما هي؟

عشرة أسباب تَقِف وراء رفض “أنصار الله” وحُلفائهم للمُبادرة السعوديّة المُفاجئة لوقف إطلاق النّار رُغم ما تتضمّنه من تنازلات.. ما هي؟

 تونس اليوم -

عشرة أسباب تَقِف وراء رفض “أنصار الله” وحُلفائهم للمُبادرة السعوديّة المُفاجئة لوقف إطلاق النّار رُغم ما تتضمّنه من تنازلات ما هي

عبد الباري عطوان
بقلم: عبد الباري عطوان

فاجأت السعوديّة عبر وزير خارجيّتها العالم بأسره بإعلان مُبادرة سلام لوقف الحرب في اليمن من طرفٍ واحد، ولكنّها قُوبلت بالرّفض والتّشكيك من قبل حركة “انصار الله” الحوثيّة وحُلفائها، وعاد الحِوار بالغارات الجويّة والصاروخيّة بين الجانبين قبل أن تُكمِل هذه المُبادرة الـ 24 ساعة من عُمرها.
صحيح أنّ المُبادرة السعوديّة تضمّنت بعض التّنازلات على درجةٍ كبيرةٍ من الأهميّة مِثل إعادة فتح مطار صنعاء جُزئيًّا، وكذلك رفع حِصار “مشروط” على ميناء الحديدة، ووضع العوائد من الرّسوم في حِساب مصرفي مُشترك في المدينة، ولكنّ هذه المُبادرة السعوديّة المشروطة التي تُركّز على الجانب الإنساني للأزمة وفصله عن الجوانب السياسيّة والسياديّة إلى مُفاوضات قد تمتد لسنوات، جاءت في التّوقيت الخطأ، ومُحاولةً لتقليص الخسائر، واعتِراف مهم بفشل الحرب وعدم إعطائها النّتائج المأمولة.

***
هُناك عشرة أسباب تَقِف خلف هذه المُبادرة بالتّنسيق، أو بضَغطٍ من الإدارة الأمريكيّة الجديدة:
أوّلًا: حركة “أنصار الله” الحوثيّة التي تتقدّم قوّاتها في مأرب، وإن بشَكلٍ بطيء بسبب ضخامة التّحالف الذي يتصدّى لها، والقصف الجوّي السعودي، لا يُمكن أن تنخرط في أيّ مُفاوضات أو وقف لإطلاق النّار إلا بعد السّيطرة على هذه المدينة التاريخيّة، والغنيّة جدًّا باحتِياطات النّفط والغاز.
ثانيًا: ترى الحركة، مثلما قال لنا مسؤول كبير فيها، إنّ الثّقة في الطّرف السّعودي شبه معدومة، إن لم تَكُن معدومة بالكامل، وحديثه عن فتح مطار صنعاء جاء مشروطًا ومحدودًا ممّا يَعكِس استِمرار سيطرتهم عليه، وبالتّالي يُمكن إغلاقه في أيّ لحظة كورقة ضغط في حال تعثّرت المُفاوضات.
ثالثا: الضّمانات الدوليّة ليس لها أيّ قيمة، فالتّصاريح التي كانت تُصدرها الأمم المتحدة من خِلال مقرّها في جيبوتي للسّفن لدُخول ميناء الحديدة لم يتم احتِرام مُعظمها على الإطلاق، وهُناك 14 سفينة تتواجد حاليًّا قُبالة الميناء محملة بالوقود والبضائع والأغذية وتحمل تصريحًا بالدّخول ما زالت تنتظر “الرّحمة” السعوديّة.
رابعًا: ربط المِلف الإنساني بالمِلف العسكري الذي كان أحد أبرز بُنود المُبادرة السعوديّة لم يَكُن موضع قُبول من قبل الطّرف الحوثي، لأنّهم يرون أنّ فكّ الحِصارات عن المطارات والموانئ حقٌّ لعشرين مليون مدني يمني وليس له عُلاقة بالحركة، ولا يجب أن تكون له عُلاقة بالحرب، ففي مُعظم الحُروب المُماثلة ظلّت المطارات والموانئ مفتوحة.
خامسًا: لا حديث في المبادرة عن مسألة السيادة اليمنية، والجزر اليمنية المحتلة، وانسحاب القوات الأجنبية والسعودية والاماراتية منها.
سادسًا: إدارة حركة “أنصار الله” للأزمة طِوال السّنوات الماضية من عُمر الحرب اتّسمت بكفاءةٍ عالية، وتبنّيهم لسياسة الصّبر الاستراتيجي طويل النّفس كان لافتًا ومُثيرًا للإعجاب في صُفوف الكثير من المُراقبين، وباتوا هُم الذين يُحَدِّدون قواعد الاشتِباك على حد توصيف خبير عسكري غربي تحدّثنا إليه في إطار التّحضير لهذا المقال.
سابعًا: يُطالب الحوثيون بتعويضاتٍ ماليّة عن خسائر الحرب بقِيادة التّحالف السعودي، ولفَت أحدهم نظرنا إلى البندين الذين طالب بهما السيّد محمد الحوثي عُضو القيادة، أثناء مُفاوضات وثيقة الحل الشامل، وتضمّنا دفع السعوديّة لرواتب اليمنيين لمُدّة عشر سنوات قادمة، أمّا البند الآخَر فهو إعادة إعمار اليمن وتحمّل كُل التّكاليف وجلاء القوّات الأجنبيّة جميعًا، وهُما بندان رفضهما الجانب السّعودي.
ثامنًا: لا تُوجد في المُبادرة السعوديّة أيّ إشارة لاحتِياطات اليمن من النّفط والغاز الموجود في جوف منطقة مأرب، وكيفيّة استَغلالها ومصير عائِداتها بالتّالي.
تاسعًا: حُصول انقِلاب في موازين القِوى على الأرض في العامين الأخيرين من عُمر الحرب لصالح حركة “انصار الله” وحلفائها ميدانيا، وترسيخ مُعادلة “ضربة مُقابل ضربة” وصاروخ مُقابل صاروخ، ومدني مُقابل مدني.
عاشرًا: الألم السّعودي من الحرب بات الأضخم بعد القصف بالصّواريخ الباليستيّة والمُسيّرات المُلغّمة من قبل القِيادة العسكريّة للجيش واللّجان الشعبيّة اليمنيّة للأهداف والبُنى التحتيّة الاقتصاديّة السعوديّة (شركة أرامكو ومصافيها وموانئها) عصَب الصّناعة والدّخل النّفطي القومي السّعودي في الرياض وجدّة وخميس مشيط وأبها وجيزان والدمام ورأس تنورة.
***
ما لا تُدركه القيادة السعوديّة التي تملك خبرةً كبيرةً في تأسيس التّحالفات الدوليّة، والانخِراط في المحاور الإقليميّة والعالميّة، أنّ اليمن اليوم غير اليمن الذي شنّت “عاصفة الحزم” ضدّه قبل ست سنوات، وأنّ حركة “أنصار الله” الحوثيّة وحُلفاءها باتت جُزءًا من تحالفٍ قويّ إن لم يَكُن الأقوى في المِنطقة، اسمه محور المُقاومة، أيّ أنّها لا تَقِف لوحدها، والفضل في ذلك يعود إلى سُوء تقدير الموقف قبل إطلاق الطّائرة الحربيّة الأولى وصاروخها الأوّل باتّجاه صعدة وصنعاء.
باختصارٍ شديد نقول إنّ من أشعل فتيل هذه الحرب لا يستطيع وقفها حاليًّا ولا في المُستقبل حتّى لو استخدم القنابل الذريّة، ومهما قدّم من تنازلات، وهُنا تَكمُن المُعضلة الكُبرى بالنّسبة إليه، فالمارد اليمني خرج من القُمقُم وباتَ من الصّعب، بل المُستحيل إعادته إليه، ولا تفاوض أو قُبول أيّ مُبادرات للسّلام إلا بعد حسم المعركة في مأرب، بُوصَلة هذه الحرب ونُقطة الحسم فيها، وبعد ذلك لكُلّ حادثٍ حديث.. والأيّام بيننا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عشرة أسباب تَقِف وراء رفض “أنصار الله” وحُلفائهم للمُبادرة السعوديّة المُفاجئة لوقف إطلاق النّار رُغم ما تتضمّنه من تنازلات ما هي عشرة أسباب تَقِف وراء رفض “أنصار الله” وحُلفائهم للمُبادرة السعوديّة المُفاجئة لوقف إطلاق النّار رُغم ما تتضمّنه من تنازلات ما هي



GMT 07:40 2021 الثلاثاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لا 99 ولا 100

GMT 10:52 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الصين جزء من المشكلة لا من الحلّ

GMT 10:49 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حاكم العراق يقلِّب جمرتين

GMT 10:47 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بيان تعليق عضوية

GMT 09:34 2021 السبت ,09 تشرين الأول / أكتوبر

السادة المبعوثون

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia