هل وضع أمريكا “سرايا المختار” البحرينيّة على قائمة الإرهاب مُقدّمة لإضافة حركة “أنصار الله” الحوثيّة إليها

هل وضع أمريكا “سرايا المختار” البحرينيّة على قائمة الإرهاب مُقدّمة لإضافة حركة “أنصار الله” الحوثيّة إليها؟

هل وضع أمريكا “سرايا المختار” البحرينيّة على قائمة الإرهاب مُقدّمة لإضافة حركة “أنصار الله” الحوثيّة إليها؟

 تونس اليوم -

هل وضع أمريكا “سرايا المختار” البحرينيّة على قائمة الإرهاب مُقدّمة لإضافة حركة “أنصار الله” الحوثيّة إليها

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

أثار قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب المُفاجِئ بوضع “سرايا المختار” البحرينيّة على قائمة الإرهاب العديد من علامات الاستِفهام، ليس لأنّ هذه المنظمة “المُتطرّفة” المُتّهمة من السّلطات البحرينيّة بقتل رجال شُرطة والتّخطيط لأعمال اغتِيال، وإنّما لأنّها “غير معروفة” بشكلٍ كبير إقليميًّا ودوليًّا أُسوةً بمُنظّمات عربيّة وإسلاميّة مماثلة، وربّما تكون هذه الخطوة تمهيدًا لعُقوباتٍ أكبر أهمّها وضع حركة “أنصار الله” الحوثيّة على القائمة نفسها في الأسابيع القليلة المُقبلة بضَغطٍ من السعوديّة ودول خليجيّة أُخرى.

ما يُعزّز هذا التوجّه، أيّ احتِمال وضع الحركة الحوثيّة على القائمة السّوداء نفسها، شنْ حُكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي اليمنيّة التي تتّخذ من الرياض مقرًّا لها، حملة علاقات عامّة شَرِسَة في هذا المِضمار في الأشهر الماضية قادها السيّد معمر الأرياني وزير الإعلام الذي قال الشّهر الماضي “إنّ تصنيف الحوثيين حركةً إرهابيّةً هو أولى خطوات حل الأزمة، وإنّ استِقرار اليمن مَرهونٌ بالقضاء على هذه الجماعة العُنصريّة الإرهابيّة”.
***
هُناك عدّة أسباب قد تمنع الإدارة الأمريكيّة حتى هذه اللّحظة من وضع حركة “أنصار الله” على قائمة الإرهاب:
أوّلًا: الحركة الحوثيّة لا تُقارن بجميع الحركات الأُخرى الموضوعة على هذه القائمة، لأنّها باتت أكبر بكثير من كونها مُنظّمة وأقرب إلى مُواصفات الدّولة، وتُسيطِر على مُعظم أقاليم الشّمال اليمني، وتملك قُدرةً عسكريّةً جبّارةً، باتت تتحكّم بجنوب الجزيرة العربيّة، وتُهدّد المِلاحة التجاريّة الدوليّة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وبحر العرب بدَرجةٍ أقل، مُضافًا إلى ذلك أنّها تتواجد على أرضٍ يمنيّةٍ، أيّ أنّها ليست طارئةً أو لاجئة وتُقيم بشَكلٍ شرعيّ، وفَشِلَت ستّ حُروب في اقتِلاعها من جُذورها قبل الحرب التي يشنّها حاليًّا التّحالف السّعودي الإماراتي وبدَعمٍ مِنه.
ثانيًا: هُناك مُعارضة قويّة من الأمم المتحدة والمنظّمات الإنسانيّة لمِثل هذا التّصنيف للحركة، حيث أنّ 80 بالمِئة من السكّان بحاجةٍ إلى مُساعداتٍ غذائيّة، وأكثر من 25 مِليون يمني يُواجهون المجاعة حاليًّا إلى جانب الموت بالأوبئة مِثل الكوليرا والكورونا، وأمراض سوء التّغذية، في ظِل نِظام صحّي مُنهار كُلِّيًّا، ولهذا فإنّ مِثل هذه الخطوة ستمنع وصول المُساعدات، وتُفاقِم المخاطر الإنسانيّة بالتّالي.
ثالثًا: وضع الحوثيين على قائمة الإرهاب سيعني إغلاق كُل الأبواب أمام المُفاوضات والحُلول السياسيّة بالتّالي، فحركتهم هي القوّة الأعظم سياسيًّا وعسكريًّا على الأرض اليمنيّة حاليًّا، وإذا جرى وضعها على لائحة الإرهاب فإنّ هذا يعني إغلاق الأبواب أمام أيّ دور لها بالتّسوية والحل السياسيّ الذي تُؤكّد جميع الأطراف أنّه المخرج الوحيد من الأزمة.
رابعًا: وضع الحركة على قائمة الإرهاب يجعلها في حِلٍّ من أيّ التزام بالقوانين الدوليّة وتطبيقاتها، والرّد بالمِثل على الغارات التي تَستهدِف مناطقها، وتقتل الآلاف من أبنائها، وتُحوّل اليمن وجِواره السّعودي إلى برك دماء، فاللّافت أنّ جميع الصّواريخ الحوثيّة التي جرى إطلاقها لضرب مُنشآت نفط أرامكو السعوديّة في جدّة وبقيق وخريص لم تَقتُل أو تُصيب مدنيًّا واحِدًا حتّى الآن.
خامسًا: وجود خِلافات داخل الإدارة الأمريكيّة حول هذه المسألة مثلما ذكرت صحيفة “الواشنطن بوست” في تقريرها الشّهر الماضي، مُضافًا إلى ذلك أنّ إدارة الرئيس جو بايدن الديمقراطيّة الجديدة تُعارض حرب التّحالف في اليمن، وتتعهّد بوقف مبيعات الأسلحة للسعوديّة كورقة ضغط لوَقفِها.
***
لا نَستبعِد أن تُقدِم إدارة ترامب التي أكّد المجمع الانتخابي الأمريكي هزيمتها وفوز الرئيس بايدن، على هذه الخطوة، أيّ وضع حركة الحوثيين على قائمة الإرهاب كمُكافأةِ وداع لحليفها السّعودي، ولتوسيع دائرة الفوضى في الجزيرة العربيّة لتعقيد مَهمّة الإدارة الجديدة، ولكنّها ستكون مُكافأةً مسمومةً، تَعكِس “سُوء تقدير” وجهلًا بالوقائع على الأرض ربّما أكثر خُطورةً من “مُغامرة” إطلاق “عاصفة الحزم” المُستمرّة مُنذ سِت سنوات تقريبًا “دُون حسم”، وبِما أدّى ويُؤدّي إلى استِنزاف المملكة ماديًّا وعَسكريًّا وسِياسيًّا بطَريقةٍ غير مسبوقة، وتغيير موازين القِوى في ميادين القِتال لصالح الطّرف الذي يُدافع عن أرضه وكرامته.
علاقة حركة “أنصار الله” الحوثيّة بإيران وحرسها الثّوري كانت محدودةً جدًّا في بداية الأزمة، ولكن بسبب الغارات، والحِصار على مدى السّنوات السّت الماضية، تعزّزت وجرى نقل تكنولوجيا الصّواريخ والزّوارق المُفخّخة الإيرانيّة إليها، وفتحت طِهران سِفارةً لها في قلب صنعاء قبل بضعة أسابيع فقط.
أيّ حماقة يُقدِم عليها ترامب، وما أكثر حماقاته هذه الأيّام، في المِلَف اليمني، ووضع حركة “أنصار الله” على قائمة الإرهاب خاصّةً، ستُعطِي نتائج عكسيّة، وستُلحِق أضرارًا كارثيّةً بالجِهات التي تدفع بهذا الاتّجاه.. والأيّام بيننا.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل وضع أمريكا “سرايا المختار” البحرينيّة على قائمة الإرهاب مُقدّمة لإضافة حركة “أنصار الله” الحوثيّة إليها هل وضع أمريكا “سرايا المختار” البحرينيّة على قائمة الإرهاب مُقدّمة لإضافة حركة “أنصار الله” الحوثيّة إليها



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:11 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الخميس29 -10-2020
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia