هل يتم تسليح المعارضة بالصواريخ

هل يتم تسليح المعارضة بالصواريخ؟

هل يتم تسليح المعارضة بالصواريخ؟

 تونس اليوم -

هل يتم تسليح المعارضة بالصواريخ

عبد الرحمن الراشد

حديث وزير الخارجية السعودي٬ عادل الجبير٬ عن تأييده لدعم المعارضة السورية بصواريخ أرض جو أعطى أملاً كبيًرا من أجل تصحيح كفة الحرب التي شهدت انقلاًبا سيًئا لصالح نظام دمشق وقوات إيران وروسيا في الآونة الأخيرة.

الأمل هو في إنهاء الحظر المفروض على «الجيش الحر»٬ كمعارضة معتدلة٬ حتى يتمكن من حماية مناطقه٬ ومواجهة عمليات القتل والتشريد الواسعة التي تستهدف المدنيين ضمن مشروع واضح يهدف إلى تغيير الخريطة الديموغرافية في سوريا.

وثانًيا٬ دعم المعارضة من أجل إجهاض مشروع فرض حل سياسي في المفاوضات٬ التي على وشك أن تبدأ٬ يهدف للإبقاء على بشار الأسد ونظامه رغم الجرائم التي ارتكبها.

ولأنه لن تتدخل قوات تركية٬ أو عربية٬ أو دولية لحماية الشعب السوري الأعزل في مواجهة قوات نظام الأسد وإيران٬ والقوات الروسية المتفوقة عسكرًيا٬ يبقى الحل المعقول هو رفع قدرات مقاتلي المعارضة بالأسلحة النوعية التي طالما حرموا منها لأسباب مختلفة٬ بعضها بداعي الخوف من أن تتسرب منهم وتقع في أيدي تنظيم إرهابي مثل «داعش»٬ التي غالًبا سيوجهها بالاتجاه الخاطئ.

ولا أتصور أن الحكومات الموالية للمعارضة ترغب في توسيع دائرة الحرب٬ ولا الخروج عن قواعد الاشتباك المتعارف عليها مسبًقا٬ بحيث لا تمتد إلى تركيا٬ أو تدفع بالروس بشكل تام في صف الإيرانيين وحلفائهم. لهذا تحدث الوزير الجبير عن صواريخ تستهدف الطائرات ثم حدد بأنها تستهدف التي ترمي البراميل المتفجرة٬ وتقصف الأحياء المدنية بالغازات والمواد الكيماوية المحرمة٬ المسؤولة بشكل كبير عن إلحاق الدمار الرهيب بالمدن.

إنما الوضع الجديد صار أخطر على أرض المعركة من ذي قبل بما يفرض إعادة النظر في تلك السياسة الحذرة. والمعارضة الوطنية السورية لا تزال قادرة على تغيير كفة الحرب لو مكنت من صواريخ أرض جو٬ وزودت بالمزيد من الصواريخ ضد الآليات المدرعة٬ مع المعلومات الاستخباراتية.

ويجب ألا نقلل من حجم الدعم الذي يرد من دول المنطقة٬ ونادًرا ما يعلن عنه٬ لدعم المعارضة السورية٬ لأنه لعب٬ ويلعب دوًرا فاعلاً في بقاء ونجاح المعارضة المعتدلة في وجه قوات النظام٬ وكذلك في وجه التنظيمات الإرهابية.

فمنذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي٬ أي بعد دخول الروس عسكرًيا في صف الأسد٬ والتقارير المستقلة تؤكد نجاح المعارضة السورية في تدمير أعداد أكبر من الآليات السورية المدرعة بأكثر مما حققته في السنوات الماضية٬ بعد حيازتها المزيد من الصواريخ النوعية.

وهذا يفسر التوازن الذي استمر على الأرض على الرغم من نجاح الروس في تدمير مناطق كانت دائًما أرًضا معتمدة للمعارضة.

ولو أن ما طرحه الوزير الجبير يتحقق بتسليح المعارضة سواء بالصواريخ الصينية٬ إن لم تتوفر الأميركية٬ لاستهداف طائرات النظام السوري ومروحياته٬ وإجبار الطائرات الروسية على طلعات أقل وعلى ارتفاعات أعلى تجنًبا للصواريخ٬ فإن هذا سيصب في مصلحة التعجيل بالحل السياسي الوسط المقبول لمعظم الأطراف.

فقد كانت من الحجج التي سيقت لرفض تزويد المعارضة بصواريخ أرض جو٬ هي الخشية من تكرار تجربة صواريخ «ستينغر» الأميركية التي تسربت من أفغانستان بعد مواجهة القوات السوفياتية٬ واستخدمت لتهديد الدول التي اشترتها وزودت بها المعارضة الأفغانية٬ مثل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية٬ وتم الإمساك بكثير منها في حوزة تنظيم القاعدة. والشك مبرر في أن المعارضة السورية٬ بما فيها المعتدلة٬ قد تكون مخترقة من قبل النظام السوري٬ أو الجماعات الإرهابية٬ أو أن يحدث بين صفوفها تمرد على التعليمات المشددة حول طبيعة الأهداف المسموح بضربها عند استخدام هذه الصواريخ.

وقد دار نقاش متكرر حول هذه المحاذير٬ منذ ارتفاع نشاط الحرب في سوريا قبل ثلاث سنوات٬ وطرح عسكريون في المعارضة المعتدلة فكرة أن يتم ضبط هذا النوع من الأسلحة برقائق إلكترونية تحد من استخدامها في غير أغراضها٬ وقيل لهم إن هذا غير مضمون وغير كاف. كما طرح اقتراح بأن توضع الصواريخ في عهدة نخبة من المعارضة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يتم تسليح المعارضة بالصواريخ هل يتم تسليح المعارضة بالصواريخ



GMT 02:53 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

التصالح مع قطر

GMT 06:27 2017 الجمعة ,21 تموز / يوليو

دوحة الإرهاب ملطخة بالدماء

GMT 06:18 2017 الأحد ,26 شباط / فبراير

هل ينهي الجبير قطيعة ربع قرن؟

GMT 05:19 2016 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

الفرسان الثلاثة «في الأزمة السورية»

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia