غضب الإخوان من تدين السيسي

غضب الإخوان من تدين السيسي

غضب الإخوان من تدين السيسي

 تونس اليوم -

غضب الإخوان من تدين السيسي

عبد الرحمن الراشد

 «إنه يستخدم الدين لاستمالة عامة الناس»، و«يستغل الإسلام لأغراضه السياسية»، هذه بعض «التهم» التي يرمي بها الإخوان المسلمون خصمهم الأول عبد الفتاح السيسي، مرشح الرئاسة المصرية! من كان يظن أن المعادلة ستصبح مقلوبة، حتى أصبح الدين تهمة في نظر الإخوان، وورقة في يد السيسي؟!
لا شك أن المرشح السيسي قد ضرب على وتر حساس أفقد معلقي الإخوان أعصابهم عندما قلب المرشح الطاولة عليهم، بمنافستهم على الحديث عن رؤيته للدين والتدين. ارتبك الإخوان، فقد كانوا إلى قبل أيام يتهمونه بأنه ضد الإسلام والمسلمين، السيسي نجح في امتحان الإيمان. وبان ارتباكهم من تناقضهم؛ هل يتهمونه بمحاربة الإسلام أم باستخدامه! فالدين ورقتهم السياسية الوحيدة التي كانت رابحة.
ورغم أن السيسي حديث عهد بالسياسة إلا أنه يبدو قد نجح في كسب تعاطف العامة، بحديثه عن تدينه ورؤيته للدين في حياة الناس، دون أن يبدو مفتعلا أو سياسيا يتكسب به في الانتخابات، مما سبب انفعال الإخوان وخروجهم على المألوف، ليتهموه باستخدام الدين في لعبة سياسية. الحقيقة أنه لم يستخدم الإسلام، بل دافع عن نفسه في وجه اتهامات الإخوان له بأنه هدم المساجد وسجن العلماء وأعطى الأفضلية للأقباط المسيحيين على غيرهم. ردا عليهم، قدم نفسه كمصري وطني ومسلم متدين يستحق ثقة مواطنيه. وقد نجح في منافسة الإخوان في تخصصهم، كما هب لمساندته عدد من الشخصيات الدينية، مثل رئيس نادي هيئة التدريس بجامعة الأزهر الذي أشاد بتدين المرشح السيسي.
ونحن لا نعرف حقا من هو عبد الفتاح السيسي، فهو يقول إنه ناصري، وساداتي، ووطني، وتحديثي، وعسكري، وكذلك مسلم. ومن الواضح أنه كل ما ذكره، لكنه ليس سياسيا بالمعنى المهني، لهذا يبدو طبيعيا، ومقبولا من عامة الناس. ستكون حرب الإخوان ليست على سمعته، وورعه، ومصريته، بل الأرجح ستشكك في قدرته على إدارة الدولة، مثل انتقاد تصريحاته أن «تقسيم رغيف الخبز قد يسهم في انتهاء أزمة الخبز، وأن ذهاب الخريجين لشراء الخضراوات من أسواق الجملة وبيعها في الشوارع سينهي أزمة البطالة، واستخدام المصريين للمصابيح الكهربائية الموفرة سيخفف أزمة انقطاع الكهرباء». وهذه الحملة لن تفيدهم كثيرا، لأن الانتخابات قريبة، والأرجح أن غالبية المصريين ينشدون في الرئيس المقبل أن يكون محل ثقتهم، وأن مؤسسة الجيش قادرة على إنقاذ البلاد من الفوضى التي عمت البلاد منذ بداية الثورة.
الإخوان أعمتهم الخصومة، وليست المنافسة. وبدلا من أن يتعاملوا مع الواقع القائم، ويعترفوا بحقيقة أنهم أساءوا إدارة الحكم، يراهنون على نشر العنف تارة، وتشويه صورة الخصم دعائيا تارة أخرى. المحصلة تبدو واضحة، الانتخابات ستمنح السيسي الشرعية الضرورية لتوليه الحكم، واعتراف العالم به، وبداية عهد جديد.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غضب الإخوان من تدين السيسي غضب الإخوان من تدين السيسي



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia