بطولات الشاطر الكلامية

بطولات الشاطر الكلامية

بطولات الشاطر الكلامية

 تونس اليوم -

بطولات الشاطر الكلامية

عبد الرحمن الراشد

كانت تعليقات العديد من الاجانب، والمهتمين الآخرين، انهم فوجئوا بقدرة السلطات المصرية على فض الاعتصام، وبسرعة انهيار دفاعات وتحصينات الاخوان المسلمين، بعد أن رفعوا توقعات العالم بقدرتهم على الصمود، واستضافوا، لهذا الغرض، قنوات تلفزيونية دولية ليشهدوا المواجهة المتوقعة! لم تكمل هجمة الأمن المصري نهارا واحدا حتى أخرج كل معتصمي الإخوان في ميداني رابعة العدوية والنهضة، فهل كان وعيدهم، وتهديدهم، وإصرارهم، يستحق المواجهة والتحدي الخاسرين؟! النتيجة أن الإخوان أصبحوا في وضع تفاوضي أضعف من الأمس، لأنه كان بامكانهم التفاوض على الانسحاب والآن لم يعد هناك ما يفاوضون عليه. هذه الاخطاء من فعل قياداتهم المتطرفة أمثال المرشد، وخيرت الشاطر، ومحمد البلتاجي، وعصام العريان الذين ورطوا أتباعهم عندما قادوهم إلى معركة خاسرة. اشبع العريان والبلتاجي، على الطريقة الإيرانية، وسائل الإعلام بتصريحاتهما المتوعدة بالويل والثبور، وان العالم سيشهد ما لم يشهد مثله من قبل! لا أظن أن المصريين، حكومة وجيشا ونشطاء، كانت لديهم رغبة في إخراج الإخوان من الشوارع الميادين بالقوة، لكن يبدو أنها في مصر أصبحت معركة «كسر عظم»، معركة تحدٍ وكرامة على الجانبين. وقد بلغ العناد مرحلة لم يعد احد منهما على استعداد للتراجع حتى حدث ما حدث. امس كانت الهزيمة ثانية لقيادات الإخوان الذين فشلوا في إدارة المعركة السياسية طوال سنة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، ورغم الإشارات والتحذيرات فشل المرشد والشاطر وبقية القيادة في فهمها وأبعادها حتى اعلن عن عزل مرسي. ثم تكرر نفس الخطأ حيث فشلوا في إدارة الاعتصام والاستفادة منه سياسيا في حينه. لقد حجت الوفود اليهم ترجوهم القبول بحلول وسط لكنهم رفضوها. ردوا الوسطاء من سلفيين، ووطنين، وممثلي دول، بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة، وفضلوا المواجهة، وأخيرا طردوا من الميدانين في يوم واحد. مشكلة جماعة الإخوان هي في قيادتها القطبية المتطرفة التي أصرت على كل شيء، من إعادة مرسي للرئاسة إلى الإبقاء على الدستور الذي كتبوه! ما كان ينبغي أن يموت أحد أمس، ولا أن تقع المواجهات، لكنه درس مؤلم آخر، علّنا نرى الجانبين يجربان العودة للعمل السياسي، بدل المواجهات الميدانية. فالاخوان، كحركة سياسية، تبقى ضمن ألوان الطيف المصري، الذي لم ينكر أحد من الفرقاء حقها في المشاركة في الحياة السياسية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بطولات الشاطر الكلامية بطولات الشاطر الكلامية



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia