عمر السعودية 225 عاما

عمر السعودية 225 عاما

عمر السعودية 225 عاما

 تونس اليوم -

عمر السعودية 225 عاما

عبد الرحمن الراشد

المملكة من أقدم دول المنطقة، بل والعالم، تحتفل الآن بثلاثة وثمانين عاما على قيامها الحديث. أول ظهور للدولة كان في عام 1744. حيث ضمت تقريبا كل الجزيرة العربية وبلغت حدود الشام. وما يثير الفضول والسؤال لمن يعيش خارجها، كيف بعد هذا العمر الطويل ما زالت تصارع للتحول المدني. حتى احتفالها باليوم الوطني هناك من يعترض عليه، وهناك من يعترض على أن يكون للمرأة بطاقة هوية وصورة، وهناك من يستنكر أن تقوم الدولة بإرسال طلابها للدراسة في الجامعات العالمية؟ ونجحوا في منع دور السينما وحرمان المرأة من قيادة السيارة! ويزداد المرء حيرة عندما يعرف أن السعودية ليست قلعة مغلقة، فهي أكبر الدول في المنطقة المستخدمة للإنترنت وشبكات التواصل والهواتف النقالة، ومواطنوها أكثر شعوب المنطقة ترحالا في العالم، وفي داخلها يقيم أكثر من عشرة ملايين أجنبي من ثقافات متنوعة. يستغرب البعيد، كيف يمكن أن تكون الأكثر تجهيزا للانفتاح وتظل الأشد انغلاقا؟ هنا، الدولة هي التي تسعى للانفتاح الاجتماعي في مسيرة بطيئة ليست سهلة، فقد صارعت من أجل فتح المدارس للبنات، وإدخال الإذاعة والتلفزيون، وإقامة الاحتفالات، وقائمة طويلة بعضها محل جدل إلى اليوم! لطالما كانت الجزيرة العربية لغزا على الرحالة والمستشرقين لقرون. ويجب ألا ننسى أنها الأرض التي خرجت قبائلها في موجات من الهجرات إلى أنحاء المنطقة، حتى وسط آسيا والصين وشمال إسبانيا. ومع أن رجالها بنوا إمبراطورية وممالك إسلامية عظيمة حكمت العالم، إلا أنهم جميعا خرجوا من الجزيرة العربية ولم يعودوا إليها، منذ الخليفة معاوية بن أبي سفيان، حيث استوطنوا في العراق والشام ومصر والمغرب الإسلامي. أجواؤها القاسية جعلتها أرضا طاردة، حتى دخلت القرنين العشرين والحالي وتحولت الهجرة إليها بفضل البترول والتقنية. عالم اليوم لا علاقة له بعوالم القرون الغابرة، حيث تغير مفهوم الدولة كثيرا، وتبدلت أدوات الحكم كذلك، ووسائل الدخل والإنتاج. قامت الدولة السعودية، ضمن مفهوم الدولة الوطنية الذي ظهر في القرن التاسع عشر، وبمسؤوليات الدولة التي ترسخت بعد الحرب العالمية الثانية، وهي اليوم كيان عصري. لا شك أن العوامل كثيرة، تلك التي أثرت إيجابا وسلبا في حياة الإنسان السعودي المعاصر. وحدة البلاد الشاسعة، وعزلتها الطويلة عن العالم حيث إنها من قلة الدول في العالم التي لم تستعمر، واستمرارية نظام سياسي هجين قبلي وعصري، ومن جانب آخر ظهور البترول، والانفتاح الاقتصادي، والاستقرار السياسي شبه النادر في المنطقة المشحونة بالعنف والتغيير. السعودية تحتفل بعامها الثالث والثمانين، مع أن عمرها فعليا 225 عاما في ثلاثة قرون حكمتها. وهي مع مرور الوقت تواجه المزيد من التحديات، ليست الخطر الإيراني أو الإرهاب الداخلي، ولا الضغوط الدولية التي تطالبها بالمزيد من التطوير والتغيير. التحديات الحقيقية داخلية؛ إشكالات البطالة، والانتقال الاجتماعي، وزيادة الأعباء الاجتماعية والمادية على الدولة، وتوقعات بالمشاركة السياسية. هذه مع الوقت تكبر ولن تكفي مداخيل النفط لمداواتها. الخطر الخارجي فشل في الماضي في تحقيق أي اختراق، لهذا أمله الوحيد استغلال الداخل، وتوسيع الشقة، وهدم البناء التاريخي.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمر السعودية 225 عاما عمر السعودية 225 عاما



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia