هل من حرب قبل خروج ترمب

هل من حرب قبل خروج ترمب؟

هل من حرب قبل خروج ترمب؟

 تونس اليوم -

هل من حرب قبل خروج ترمب

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد

التحذيرات الأميركية المتكررة لإيران من أن تفكر في شن عمليات ستتسبب في اشتباك عسكري سيكون الأسوأ منذ سنوات، سببها ذكرى أبرز عملية نفذتها الولايات المتحدة ضد نظام طهران منذ 40 عاماً. هل سيكون الانتقام الإيراني عمليات عسكرية مباشرة ضد القوات الأميركية في مياه الخليج أو بره أو العراق، أو استهدافاً لمواقع مدنية أميركية عسكرية أو إسرائيلية، أم استهدافاً لدبلوماسيين أو سياسيين أميركيين أو عرب متحالفين؟

النظام الإيراني يريد تنفيذ عمل انتقامي قبل مقدم الرئيس الجديد جو بايدن ولا يريد إحراجه؛ حيث يعتبر فوزه فرصة أخيرة للتخلص من العقوبات الموجعة التي قد تقضي على نظام المرشد، لكن الفكرة في إشعال حرب قبل 20 يناير (كانون الثاني) مغامرة خطيرة قد تتسبب في اندلاع حرب مباشرة، إيران نفسها ليست مهيأة لها.
لم تفعل طهران شيئاً كبيراً للانتقام، وقد مرَّ عام على التخلص من الجنرال قاسم سليماني الذي كان في أعلى درجات الحكم هناك. سليماني لم يكن مجرد قائد سرايا كما يوحي عنوان وظيفته، بل كان موازياً للرئيس حسن روحاني، وله من السلطات ما يفوقه ويؤهله أن يوصف بالحاكم الفعلي لإيران، حتى بوجود المرشد الأعلى أو من يخلفه مستقبلاً. كان التخلص منه عملاً استراتيجياً أميركياً، وليس مجرد انتقام من نشاطات ميليشيات إيران في العراق وسوريا التي كانت تستهدف القوات الأميركية والدول الحليفة.
وقد أربك إخراجه، منذ لك الحين وإلى هذا اليوم، المشهد الإيراني، ويبدو مع مرور الأسابيع والأشهر، والقيادة الإيرانية تشعر بضغط داخلي وخارجي من أتباع سليماني، وتطالب بالانتقام له، وإعادة هيبتها التي كُسرت، وخاصة في داخل بلاده. التخلص منه يعني التخلص من زعيم إيران المستقبلي الأكثر خطورة على الإطلاق، وهو صاحب طموح إقليمي واسع، وله تجربة غنية في إدارة الحروب وإشعال الفوضى.
بغياب سليماني، احتدت المنافسة على قيادة «الحرس الثوري»، العمود الفقري للنظام منذ قيام الثورة. التخلص من سليماني ليس رغبة أميركية وحسب، بل لا بد أنها كانت أفضل خبر للإصلاحيين داخل النظام، الذين كانوا هدفاً لسليماني وقواته، الذي همَّش بشكل واضح صلاحيات روحاني، ما اضطر وزير خارجيته محمد جواد ظريف إلى الاستقالة قبل أقل من عامين، والتي كانت تعبر عن تضخم نفوذ سليماني وحرسه، الذي تبجح عندما أنكر عليه نواب إصلاحيون في البرلمان الأموال الطائلة، التي كان ينفقها على توسيع حجم «الحرس الثوري»، وقال إنه لم يكلف الخزينة الإيرانية شيئاً، بل إنه استطاع تدبر أمره، وكان يعني بذلك عمليات التمويل الضخمة من موارد العراق، وبيع المخدرات وغسيل الأموال الدولية. التخلص من سليماني خدم روحاني وحكومته في الداخل الإيراني إلى أن يظهر جنرال آخر يملك سلطة مطلقة.
عام مرَّ على اغتيال سليماني، تقلَّص خلاله نشاط إيران في الخارج، وفي المرة الوحيدة التي ردَّت على العملية أطلقت النار على نفسها، عندما أسقطت طائرة لشركة الخطوط الجوية الأوكرانية، بعد وقت قصير من إقلاعها من طهران مطلع العام الماضي، ما أدَّى إلى مقتل 176 شخصاً كانوا على متنها. أظهرت تلك الحادثة فشل المؤسسة العسكرية الإيرانية في إدارة معركة واحدة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل من حرب قبل خروج ترمب هل من حرب قبل خروج ترمب



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:21 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي الخميس 29-10-2020

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 08:29 2021 الجمعة ,07 أيار / مايو

مسلسل ''حرقة'' أفضل دراما رمضانية في تونس

GMT 05:48 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

اكتشاف تقنية جديدة تساعد في إنقاص الوزن الزائد

GMT 05:31 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

البردقوش فوائده واستخدامه

GMT 00:15 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد الشطة لعلاج مرض الصدفية

GMT 10:54 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة عن القبول في جامعات الولايات المتحدة في "أميركية دبي"

GMT 09:15 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أيتام «داعش» مَنْ يعينهم؟
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia