خطف القطريين هزيمة لسيادة العراق

خطف القطريين هزيمة لسيادة العراق

خطف القطريين هزيمة لسيادة العراق

 تونس اليوم -

خطف القطريين هزيمة لسيادة العراق

بقلم : عبد الرحمن الراشد

وصف وزير الخارجية والمالية العراقي السابق هوشيار زيباري جريمة خطف القطريين بأنها هزيمة لسيادة العراق ومؤسساته٬ وأنها ليست المرة الأولى. فقد سبق وتم قامت بالجريمة ميليشيات محسوبة على إيران.

خطف عمال أتراك كانوا يقومون ببناء ملعب في مدينة الصدر في بغداد٬ أيضاً هل يعقل أن تقوم عصابات مسلحة٬ بإيعاز من إيران باعتقال مجموعة من الزوار القطريين٬ دخلوا بتأشيرات معتمدة من السلطات العراقية٬ وكانوا موجودين تحت حماية الأمن العراقي؟ ميليشيا «حزب الله» العراق٬ التابعة لإيران٬ تجرأت علانية على تحدي الحكومة؛ اختطفتهم لنحو عام ونصف٬ وساومت بالنيابة عن الإيرانيين على إطلاق سراحهم!

إيران تفعل بالعراق اليوم ما فعلته بلبنان في الثمانينات٬ الذي حولته إلى ملعب ضد الغربيين٬ في وقت حافظت إيران على سلامة أراضيها٬ بعيداً عن المواجهات٬ فأصبح . ومنذ ذلك اليوم وإلى الآن٬ لبنان يعاني٬ استمر دولة بسيادة منقوصة. للاحتلال الإسرائيلي٬ والقصف الأميركي٬ وعاثت فيه القوات السورية نهباً وتخريباً لبنان هدفاً في العراق٬ نشط نظام طهران خلال السنوات القليلة في بناء ميليشيات متعددة يستخدمها لتركيع القوى العراقية الأخرى٬ وأكبرها الحشد الشعبي الذي حوله إلى ميليشيا بلبنان. لكن هل يستطيع النظام الإيراني القضاء على الدولة العراقية التي تختلف عن لبنان بحجمها موازية للجيش٬ لإضعاف السلطة العراقية المركزية٬ كما فعل تماماً الكبير٬ ومواردها الهائلة٬ وقيمتها الاستراتيجية الإقليمية؟

العراق معركة كبيرة يحاول الإيرانيون السيطرة عليه في وقت تصارع القوى العراقية المحتلة على مقاومة النفوذ والهيمنة٬ في ظروف صعبة٬ والحكومة في بغداد تختبئ من المواجهة ولم يصدر عنها أي اعتراضات رغم كثرة التدخلات الإيرانية وخرق السيادة. والنتيجة المتوقعة في حال نجحت المخابرات الإيرانية في الإطباقعلى المؤسسات العراقية الرسمية والأخرى أن يتفكك العراق. لا يمكن أن يبقى إقليم كردستان العراق جزءاً من منظومة دولة كرتونية تدار من طهران٬ والأكراد منذ البداية يشتكون أن بغداد لم تعد مركز الدولة بسبب ضعف مؤسساتها. وكذلك المحافظات السنية الخمس التي يمكن أن تعود إلى رفض سيادة بغداد٬ مع أن إيران نجحت في تجنيد عدد من قيادات هذه المحافظات وبرلمانييها وإعلامييها في صفوفها خلال الأعوام الثمانية الماضية. ولا يستبعد أن تكون المواجهات العراقية ضد الهيمنة الإيرانية٬ وضد ميليشياتها في المحافظات ذات الأغلبية الشيعية نتيجة محاولات الهيمنة المباشرة.

لقد نجحت إيران في السنوات التي أعقبت خروج القوات الأميركية في التسلل والسيطرة على مفاصل الدولة العراقية٬ وبلغ الأمر محاولة فرض تفسير طهران لاتفاقية الجزائر للحدود بين البلدين٬ وقامت بتغيير مسار المياه في شط العرب٬ وفرضت على الحكومة العراقية تمويل ميليشياتها في العراق وسوريا بحجة محاربة التنظيمات الإرهابية.

والعراق٬ بحكم حجمه٬ لن يكون مثل لبنان لقمة سهلة للحرس الثوري الإيراني٬ فإضعاف بغداد سيتسبب في فراغات خطيرة ستؤثر على أمن المنطقة بما في ذلك أمن للقوى الكبرى٬ بما فيها الولايات المتحدة وروسيا٬ ولن تسمح هذه الدول لأي دولة إقليمية٬ إيران أو غيرها٬ بالهيمنة على العراق دون أن إيران٬ فالعراق بلد مهم أيضاً تواجهها يشكل مباشر أو غير مباشر.

وما حوادث الخطف والابتزاز الإيرانية المتكررة في العراق إلا مؤشرات خطيرة على الآتي٬ من تهديد لأمن العراق واستقراره٬ ووحدة أراضيه.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطف القطريين هزيمة لسيادة العراق خطف القطريين هزيمة لسيادة العراق



GMT 08:13 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تصفير الخلافات منذ اتفاق العلا

GMT 08:13 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

«البوليفارد» مسرح التغيير الكبير

GMT 08:27 2021 السبت ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

صعود القذافي الابن

GMT 07:39 2021 الأحد ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بين الرياض وبيروت

GMT 04:28 2021 الخميس ,30 أيلول / سبتمبر

الخلاف حول اليمن

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia