الصينيون من إيران إلى الخليج

الصينيون من إيران إلى الخليج

الصينيون من إيران إلى الخليج

 تونس اليوم -

الصينيون من إيران إلى الخليج

بقلم : عبد الرحمن الراشد

 أخطأت تغريدات حماسية الطريق بعد أن استرشدت بمعلومات مزورة، وكعادة الأخبار المكذوبة تكون قد زرعتها جماعات تطلق الطلقة الأولى حتى توجه أو تَحرف نقاشات الفضاء الإلكتروني. قالت: الصينيون قادمون بأموالهم وقواتهم، وإلى الجحيم ترمب وبوتين. بالفعل، الصينيون قادمون، وسيضيفون قيمة اقتصادية وسياسية للمنطقة، إلا أن ترمب وبوتين باقيان ضمن ضرورات التوازن الإقليمي.

الصين ليست مثل أميركا وروسيا، لم يعرف لها سياسة خارجية هجومية، ولا تريد أن تكون طرفاً في الحروب، وتتجنب سياسات المحاور في منطقتنا. مع هذا تبقى دولة كبرى ومصالحها في المنطقة تكبر، وعلى رأسها النفط. المنطقة شريانها الحيوي، ويقلقها أن تقع تحت سيطرة دول إقليمية أو دولية أو فوضى من تنظيمات معادية. والصين، إن كانت بلا موقف، فلا يعني أنها بلا دور، فهي موجودة كقوة اقتصادية، وتسعى لحماية مصالحها من دون أسلحة، كما في باكستان وفي أفغانستان. وسياستها أيضاً براغماتية، ففي الخلاف الأميركي مع إيران بكين لم تساند واشنطن، ولم تتخل عن الاتفاق النووي ورفضت مقاطعة إيران، لكنها، في الوقت نفسه، قررت أن تتخلى عن إيران كمصدر رئيسي لمشترياتها البترولية وأن تتجه للسعودية كبديل. ستكون ضربة موجعة لطهران.

وما روجه البعض عن نحو نصف تريليون دولار ستستثمرها في جزيرتين كويتيين فهي من أكاذيب وسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة، وعدا أن المبلغ لا يدخل العقل لمن يفهم لغة الأرقام، فإنها خصصت عشرين مليار دولار فقط لاستثمارها في أكثر من خمس دول في المنطقة. الكذبة الثانية أن الصين تعتزم حماية مصالحها والحقيقة أنها ترفض الانخراط عسكرياً، ولا ترسل سوى سفن للصيد ونقل البضائع. أما النصف تريليون دولار فهو مبلغ خصصته بكين داخل بلادها. والأهم لنا أن الصين تسير نحونا بخطوات ثابتة في سبيل تعزيز التعاون مما يعزز الفرص ويزيد من الخيارات لنا.
والتقارب الاستراتيجي ليس صدفة بل نتائج اشتغل عليها السياسيون مع الصين. فزيارة العاهل السعودي، الملك سلمان، لبكين العام الماضي كانت خطوة مهمة، وقعت خلالها اتفاقيات «التعاون الشامل»، وها هي أول زيارة للرئيس الصيني شي جيبينغ منذ انتخابه للإمارات التي تحتفي به في استقبال استثنائي له. وقبلها أبدت بكين حفاوة كبيرة بأمير الكويت عندما زارها الأسبوع الماضي. فالاقتصاد قوة دول الخليج والطريق إلى عقل الصين وقلبها، شراكة بلا التزامات أخرى. أما كيف ينظر الإيرانيون إلى هذا التقارب فهو أمر لا يهمنا كثيراً. فالصين تتجه الآن للسعودية والخليج متخلية عن نفط إيران، الذي كان مصدرها الأول، مما يغيظ طهران ويجبرها على قراءة الأحداث بمنطق مختلف، فقد صارت مخنوقة اقتصادياً، ومهزومة عسكرياً في المنطقة، ومنبوذة سياسيا. ولا يمكن لإيران وهي تُمارس سياسة البلطجة والتخريب أن تتوقع أن ينحني لها الجميع. وهذا يؤكد كلام الرئيس الأميركي الذي صار له معنى، عندما سخر من تحدي القيادة الإيرانية موضحاً بأنها ستتنازل. هنا يمكن أن نعتبر الصين شريكاً مهماً بتخليها عن نفط إيران، والتحول إلى بترول الخليج، وزيادة التعاملات التجارية مع الصين ينسجم مع مشروعها «الحزام والطريق»، المبادرة الصينية الدولية العملاقة.
 المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
 المصدر :جريدة الشرق الأوسط

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصينيون من إيران إلى الخليج الصينيون من إيران إلى الخليج



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:11 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الخميس29 -10-2020

GMT 14:42 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

أفكار جديدة وملفتة لديكورات ربيع 2019

GMT 15:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

انتحار طالب داخل لجنة للثانوية العامة في الغربية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia