إيران وعقوبات من الذهب إلى السجاد

إيران وعقوبات من الذهب إلى السجاد

إيران وعقوبات من الذهب إلى السجاد

 تونس اليوم -

إيران وعقوبات من الذهب إلى السجاد

بقلم : عبد الرحمن الراشد

 إطفاء النور على نظام طهران سيكلفها كثيراً داخلياً، في وقت الوضع الداخلي لا يبدو مستقراً، حيث تستمر المظاهرات تقريباً بشكل شبه يومي ضد الوضع المعيشي في أنحاء البلاد.
بدءاً من هذا الأسبوع يحظر على الشركات والحكومات التعامل بالدولار مع إيران، وكل تحويلات دولارية بنكية سيتم إيقافها. أيضاً، يمنع شراء الريال الإيراني أو التعامل به، ويحظر على البنوك إقراض إيران، ويحظر على البنوك الأميركية التعامل مع نظيراتها من البنوك الإيرانية. وكذلك يمنع بيع الذهب والحديد والألمنيوم وحتى الفحم. ويمنع استيراد الأغذية والسجاد إلى الولايات المتحدة.
وبعد ثلاثة أشهر من الآن، تشمل العقوبات على إيران النفط والمنتجات البتروكيماوية. ومع أنها عقوبات أحادية من جانب الولايات المتحدة، من دون بقية حليفاتها التي اختارت الاستمرار في الاتفاق النووي، والتعامل والمتاجرة مع إيران، فإن معظمها لن تستطيع. فالعقوبات الأميركية ستمنع هذه الدول من استخدام أي منتجات أو ممتلكات أميركية ولو جزئياً في صناعاتها وتجارتها، كما يمتنع عليها استخدام الدولار وهو العملة الرئيسيّة في السوق العالمية، وستتعرض الشركات المتعاملة مع إيران هي الأخرى إلى وضعها على القائمة السوداء الأميركية. صحيح أنها عقوبات أميركية، لكنها من الشدة حيث لن تتجرأ معظم الشركات الأوروبية والصينية والهندية وغيرها على التعامل. وستضطر إيران إلى التعامل معها عن طريق شركات وسيطة مما تطيل الفترة وترفع التكلفة بشكل كبير. والجانب الأكثر صعوبة هو منع إيران وشركائها من استخدام الدولار في المبايعة ويبقى أمامها استخدام نظام المقايضة الذي لا يناسب حاجاتها، مثل أن تبيع نفطاً للصين مقابل شراء سيارات أو أثاث وهكذا، أو أن تقبل أن تبيع النفط باليوان، وهي عملة الصين، لكن إيران لن تستطيع استخدام اليوان مع الدول الأخرى، والأمر نفسه في التعامل مع الروبية الهندية. وعندما تشتري إيران من الخارج لا تزال تريده بعملة صعبة مثل الدولار، وهذه المشكلة واجهت العراق الشهر الماضي، حيث حاولت الحكومة العراقية دفع مستحقات عليها من شراء الكهرباء الإيرانية وغيرها بالريال الإيراني، المتوفر بكثرة في العراق، لكن إيران رفضت وطلبت الثمن بالدولار.
أما اليورو الذي بدأت الحكومة الإيرانية باستخدامه من مطلع السنة فإنه لن يحل مشكلة الشركات الأوروبية التي تخشى من العقوبات الأميركية في حال قامت بالمتاجرة مع إيران، ولا تستطيع الحكومات الأوروبية إجبار شركاتها على التعامل مع إيران، وفي الوقت نفسه لا تستطيع حمايتها من العقوبات الأميركية. وقد بدأت حكومات أوروبا بفتح حسابات لإيران تستخدم فيها عملاتها، اليورو في دول اليورو، مثل ألمانيا وفرنسا، وبالجنيه الإسترليني في بريطانيا، وكذلك فعلت النمسا والسويد بعملتيها المحليتين.
الخوف في الشارع الإيراني انعكس على سعر الريال الإيراني الذي هبط بشكل مريع إلى نحو مائة وعشرين ألف ريال للدولار ولم تنفع معه تطمينات الحكومة، والوضع الاقتصادي صعب على أكثر من جبهة. فإيران لن تستطيع أن تبيع نصف ما كانت تبيعه من النفط رغم حاجة السوق العالمية له، وذلك لأن أميركا حظرت استخدام ناقلاتها، ومنعت استخدام شركاتها للتأمين، ومنعت التعامل بالدولار. فانخفضت فوراً مداخيل الحكومة في طهران، إضافة إلى ما تعانيه من جراء العقوبات الاقتصادية الأخرى التي رفعت ثمن 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
 المصدر :جريدة الشرق الأوسط
 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران وعقوبات من الذهب إلى السجاد إيران وعقوبات من الذهب إلى السجاد



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:11 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الخميس29 -10-2020

GMT 14:42 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

أفكار جديدة وملفتة لديكورات ربيع 2019

GMT 15:25 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

انتحار طالب داخل لجنة للثانوية العامة في الغربية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia