خير الدين حسيب آخر مشاعل العروبة الكبار تنطفىء

خير الدين حسيب آخر مشاعل العروبة الكبار تنطفىء

خير الدين حسيب آخر مشاعل العروبة الكبار تنطفىء

 تونس اليوم -

خير الدين حسيب آخر مشاعل العروبة الكبار تنطفىء

حسن صبرا*
بقلم : حسن صبرا*

مجلة الشراع 12 آذار 2021

ليس عليك ان تعرف العروبة بروحها او انفتاحها او علاقتها الجدلية بالدين الاسلامي ودعوته الانسانية ...
- ليس عليك ان تسأل كيف تكون الجدية والإلتزام الاخلاقي والمثابرة والنزاهة ...
- ليس عليك ان تتعلم كيف تبذل الجهد وتزرف العرق والدموع من اجل ما تؤمن به
- ليس عليك ان تقرأ الكتب وتحضر الندوات وتتابع المناظرات
- ليس عليك ان تنتظر معجزات ترتيب الحوارات بين ابناء الاتجاهات المختلفة ومؤسسات الخط الواحد
انسان واحد يمكن ان تعرفه او تقرأ او تسمع عنه وتتابع جهده منذ ثلاثة ارباع القرن فيقدم لك ما تريد ان تعرفه عن العروبة والحوار والجدية وبناء المؤسسات والنزاهة والاستقامة...
اسمه خير الدين حسيب
منذ ساعات رحل المعلم والصديق والحبيب والناصري الاول والمقاوم الدائم والخصم العنيد لكل تنازل عن مبدأ الحوار والمؤسس الصلب لكل دعوة وحدوية عربية
لم يهادن ابو طارق
لم يساوم..
لم يخضع لأي حصار حتى عندما صار حبيس البيت في منارة بيروت التي احبها واختارها ليطلق مشروعه الثقافي والدعوي للوحدة باسم مركز دراسات الوحدة العربية كنت كلما التقيته تحدث عن المستقبل ومشاريع الغد بثقة من مازال قادراً على وضع مداميك للبناء متجاهلاً دعوات الهدم في كل مكان واثارات الانهيارات وضجيجها الذي ما عاد يستفز من استسلم ومن هادن ومن اختار الخنوع شاباً او هرماً او عاجزاً..!
كلما كنت التقي خير الدين حسيب في منزله الذي حول كل ركن فيه الى مكتبة كان يتحدث معي عن الغد الذي يراه ممتداً لعشرات السنين... وكان في سنّ التسعين حاضر الذهن كإبن الاربعين المهموم بالعشرية المقبلة والمؤسسات التي يجب ان تقوم لتؤدي دورها..
كان خير الدين حسيب،
امين الدعوة القومية العربية لا يجد عدواً الا اميركا الداعمة حتى العظم للعدو الصهيوني ومقياسه الحاسم والدائم هو الدعم والحصن والحضن لكل من يقاوم اسرائيل ولا يقدم عن هذا المقدس اي امر آخر، داعياً الى تأخير اي خلاف او حتى تناقض للإنصراف الى مقاومة اسرائيل العدو الاستراتيجي ولا عدو معه الا من يدعمه..
لم يترك جهة او مؤسسة او حتى حزباً او تنظيماً او انساناً وجد فيه وعنده جهداً واملاً في مواجهة اسرائيل الا وكان قريباً محبباً من عقله وافكاره..
كان د. خير الدين حسيب،
من اشد المتحمسين بعقل واتزان للمقاومة الاسلامية ضد العدو الصهيوني متواصلاً مع سيدها حسن نصر الله ناقلاً بالمباشر وعبر مبعوثين من السيد اليه كل ما يعتبره واجباً عليه ان يقوله من موقع الحرص والحب..
وعلى الرغم من ان ابو طارق كان ينتقد نظام الاسد الاب والابن الا انه لم يتوقف عن اعتبار ان المهم ان يبقى الجيش السوري موحداً... وعندما كنا نرد بان هذا الجيش هو جيش عائلة الاسد التي تخضعه كما الشعب السوري كله لمصلحتها، فإنه كان يدعونا الى مراجعة موقفنا من آل الاسد...
وفي احدى النقاشات معه قال انه ومجموعة من المؤتمر القومي العربي قابلوا بشار الاسد قبل الثورة الشعبية ضده وتحدثوا اليه عن اخطاء النظام وتجاوزات اجهزة الامن والقمع والفساد وإذلال السوريين وبعد ان استمع بشار لأكثر من ساعة الى الناقدين ابتسم وسأل الحاضرين: الم تجدوا في سورية امراً ايجابياً واحداً تتحدثون عنه؟
روى لي د. حسيب هذه الواقعة ليقنعني بأن هناك من يتحدث بصراحة عن الفساد والقمع في سورية ومع بشّار الاسد وكان ردّي واضحاً:
وهل تغير شيء في سورية؟
هل توقف القمع ؟
هل تراجع الفساد ؟
كانت دعوة د. حسيب لمن ظل يعتبرهم وطنيين وقوميين وفق مقاييسه ان يتضامنوا في مواجهة اسرائيل مقدماً هذه القضية على اي تناقض آخر في تعامل النظام الوحشي مع الناس وعلى قدر وفاء د. حسيب لأمّته وقضاياها فإنه واجه جحود بعض الذين كانوا يعتبرونه قدوة ورائداً من الاصدقاء بما كان يعتبر سلوكياتهم صغراً في نفوسهم ولا يزيد غاب د. حسيب زادت العروبة يتماً

* حسن صبرا رئيس تحرير مجلة الشراع اللبنانية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خير الدين حسيب آخر مشاعل العروبة الكبار تنطفىء خير الدين حسيب آخر مشاعل العروبة الكبار تنطفىء



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:21 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي الخميس 29-10-2020

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 08:29 2021 الجمعة ,07 أيار / مايو

مسلسل ''حرقة'' أفضل دراما رمضانية في تونس

GMT 05:48 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

اكتشاف تقنية جديدة تساعد في إنقاص الوزن الزائد

GMT 05:31 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

البردقوش فوائده واستخدامه

GMT 00:15 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد الشطة لعلاج مرض الصدفية

GMT 10:54 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة عن القبول في جامعات الولايات المتحدة في "أميركية دبي"

GMT 09:15 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أيتام «داعش» مَنْ يعينهم؟
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia