يا واد يا محمود

يا واد يا محمود

يا واد يا محمود

 تونس اليوم -

يا واد يا محمود

سمير عطا الله
سمير عطا الله

كان أنيس منصور إذا تعرف إلى شخص ناجح في المنصورة، كتب بافتخار «أن فلاناً من بلدياتي». وأعطاني ذلك انطباعاً بأن المنصورة مدينة صغيرة يعرف أهلها بعضهم بعضاً بالأسماء الأولى، ولا سيما أنها كانت في القرن الماضي مدينة الهجرة لبعض العائلات اللبنانية السياسية الكبرى، مثل آل إده، وآل الجميل، ومؤسس «النهار» جبران تويني.
سألت الكاتب الكبير ذات مرة، كم هو عدد سكان المنصورة؟ فقال: «لا أدري ما هو العدد بالضبط، لكنه يزيد على المليون». تعني الروابط الكثير للناس، بلدة أو وطناً أو مهنة. وفي الصحافة يسمى العاملون «زملاء»، مهما اختلفت المواهب والمراتب ونسخ التقليد المدمرة للأعصاب، أو تكاثر الطارئون الملوثون للبيئة.
بحثاً عن الصحافيين الذين أصبحوا من قادة التاريخ، عثرت في «بلديات» المهنة على عمالقة عدّة. ونستون تشرشل كان أشهرهم وأعظمهم. المستشار الألماني الغربي، وقبلها عمدة برلين، فيلي برانت، عمل في الصحافة فترة طويلة. جورج كليمنصو، رئيس وزراء فرنسا إبان الحرب العالمية الأولى، كان من أبرز صحافيي البلاد. موسوليني، الفاشي الذي قاد إيطاليا إلى الحرب والهزيمة، جاء إلى السياسة من الصحافة.
قبل سنوات التقيت بوريس جونسون في بهو فندق باريسي، وخلال اللقاء الذي دام حتى وصول السيدة التي ينتظرها، سألته في أمور المهنة، لكن لا هو ولا أنا طبعاً، ولا أحد كان يعتقد أن صحافي «سبكتاتور» الغريب الشعر، سوف يصبح ذات يوم خلفاً لتشرشل. لكن أين الصحافة والسياسة وبريطانيا، من زمن هذا، وزمان ذاك.
مهنتان تتكاملان أحياناً كثيرة. في لبنان أصبح الصحافي والمثقف الكبير، شارل حلو، رئيساً للجمهورية. وأصبح زميله في السياسة والصحافة تقي الدين الصلح رئيساً للوزراء، وكذلك الدكتور أمين الحافظ. واجتذبت السياسة 3 من كبار الصحافيين، جورج نقاش وغسان تويني وسعيد فريحة.
اكتفى صحافيون آخرون بأن يكونوا على مقربة من القادة. والتر ليبمان في أميركا، ناقل الحكمة إلى عدد من سكان البيت الأبيض، وفرنسوا مورياك، معبراً عن أفكار شارل ديغول، ومحمد حسنين هيكل، الأقرب إلى جمال عبد الناصر، وأنيس منصور، مؤنس أنور السادات.
وكانت للسادات علاقة خاصة جداً بالصحافة، حباً وكرهاً. وقد مارس المهنة، كاتباً وإدارياً، لفترة طويلة. وأرسل عدداً كبيراً من الزملاء إلى السجن، أشهرهم هيكل. وكان عبد الناصر قد أرسل عدداً آخر، أشهرهم مصطفى أمين.
أعتقد أن الزعماء ندموا على ذلك فيما بعد. فليس من الحكمة أبداً «الوقوع في لسان» صحافي. وأسوأ وقعة للرئيس السادات لم تكن مع هيكل كما يُظَن، بل مع العبد لله محمود السعدني، الذي روى لقاء السماح مع الريس تحت عنوان؛ يا واد يا محمود.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا واد يا محمود يا واد يا محمود



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:11 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الخميس29 -10-2020
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia