العشب يتكسر في تونس

العشب يتكسر في تونس!

العشب يتكسر في تونس!

 تونس اليوم -

العشب يتكسر في تونس

سليمان جودة
سليمان جودة

ربما لانزال نذكر أن هشام المشيشى، رئيس وزراء تونس، كان وقت تشكيل حكومته الحالية فى سبتمبر الماضى قد أطلق تصريحًا صدم كل تونسى، بمثل ما لفت انتباه كل عربى بقوة!.. كان التصريح أنه يخشى على بلاده من الانهيار!وكانت مصادفة عجيبة أن يتزامن تصريح «المشيشى» مع تصريح من النوع نفسه صدر عن جان إيف لو دريان، وزير  خارجية فرنسا، الذى قال إنه يخشى أن يذهب لبنان إلى زوال إذا دام الوضع السياسى فيه على ما هو عليه، من حيث عدم القدرة على تشكيل حكومة مسؤولة!مرت خمسة أشهر ونصف الشهر، ليكتشف الذين يتابعون الشأن العام فى البلدين أن لبنان لايزال عاجزًا عن تشكيل حكومته، وأن «المشيشى» يكاد يشارك بنفسه فى دفع البلاد نحو الاتجاه الذى كان يخشاه!فهو لا يتوقف- من قصر القصبة، الذى يمارس عمله من داخله- عن الرد على كل تصعيد من جانب الرئيس، قيس سعيد، بتصعيد مماثل، وربما بتصعيد أشد!.. كانت البداية عندما أعفى هو كرئيس للحكومة وزيرين محسوبين على الرئيس، كان بينهما وزير الداخلية، وحين كلف «المشيشى» عددًا من الوزراء الجدد فإن «سعيد» رفض استقبالهم فى قصر قرطاج لأداء اليمين الدستورية، فما كان من رئيس الوزراء إلا أن سارع بإعفاء أربعة وزراء آخرين محسوبين أيضًا على الرئيس!وأمام هذا المشهد السياسى العبثى لا يملك المواطن التونسى شيئًا يفعله سوى أن يتابع الضربات السياسية المتبادلة بين القصرين فى أسى!ثم لا يملك المتابع من الخارج لما يجرى إلا أن يتساءل حائرًا: كيف يحذر الرجل من انهيار يرى بوادره فى وقت تشكيل الحكومة، ثم يذهب بقدميه إلى ما كان يحذر منه ويخشاه؟!يتصارع الرئيسان بضراوة فى القصرين، كما يتصارع الفيلة فى الغابة، بينما العشب تحت أقدامهما يتكسر، ولا تعرف ماذا أصاب أرض العرب، التى تبدو وكأنها لا يكفيها ما أصابها قبل عشر سنوات فى زمن ما يسمى «الربيع العربى»، فتأبى إلا أن تضيف المزيد إلى ضحايا ذلك الربيع بين الدول!.. ما يجرى فى لبنان وفى تونس مثال يقول إن الفارق بين أرض العرب وأرض أوروبا، على الشاطئ الآخر من «المتوسط»، هو فارق فى مدى إحساس الساسة بالمسؤولية تجاه الشعوب!.

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العشب يتكسر في تونس العشب يتكسر في تونس



GMT 09:09 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

لقاح أميركي لمريض الشرق الأوسط

GMT 09:07 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الفراشة تولِّد إعصاراً

GMT 11:22 2021 السبت ,20 شباط / فبراير

قمة النمر الزهري

GMT 14:17 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

عندما تختبر ايران اميركا

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل

GMT 10:23 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

أفكار بسيطة لإضافة لمسة بوهيمية جذابة إلى منزلك
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia