الإمارات تصنع السلام

الإمارات تصنع السلام

الإمارات تصنع السلام

 تونس اليوم -

الإمارات تصنع السلام

بقلم : محمد الحمادي

هذه هي الإنجازات الحقيقية، وهذه هي رسالة الدول المتحضرة، وهذا هو دور القادة المتميزين، ففضلاً عن بناء دولهم وإسعاد شعوبهم، يساهمون في حل مشاكل العالم والإصلاح بين المتخاصمين، فمشهد يوم البارحة في أبوظبي كان متميزاً ومختلفاً، ويجعل كل إماراتي يفتخر ببلده وقيادته، بل ويجعل كل شريف في العالم يشعر بأن الخير لا يزال موجوداً، وما زال هناك قادة في العالم يمتلكون الحكمة والبصيرة الثاقبة والرغبة الحقيقية في أن يعم الأمن والسلام هذا العالم.

إن ما حققه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من إنجاز لم يتمكن من تحقيقه الكثيرون من قبله، فبحكمته ورغبته الحقيقية في إنهاء أزمة حقيقية بين بلدين شقيقين نجح في إنهاء خصام وجفاء، بل وحرب استمرت عشرين عاماً بين الجارتين إثيوبيا وإريتريا، وهذا الإنجاز ليس إنجازاً سياسياً فقط، بل بالدرجة الأولى هو إنجاز إنساني كبير، فقد شاهدنا جميعاً خلال الأيام الماضية لقاء الأسر من كلا البلدين، والأشخاص الذين حرمتهم الخلافات والصراعات من أن يروا بعضهم بعضاً، كما أن بهذه المصالحة تتوقف قافلة الضحايا من كلا الطرفين، بعد أن راح ضحيتها قرابة الـ80 ألف شخص.
وتقدير الشيخ محمد لهذا الإنجاز تلخص في تصريحه بالأمس عندما قال: «الخطوة الشجاعة والتاريخية، التي اتخذها قائدا البلدين الصديقين لإنهاء الصراع وفتح آفاق جديدة للتعاون والتنسيق المشترك بين البلدين الجارين تشكل نموذجاً يمكن استلهامه وتطبيقه في تسوية كثير من النزاعات والصراعات حول العالم». فهذه الإشادة من سموه بشخص الرئيس الإرتيري أسياس أفورقي، وبرئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد علي، إشادة مستحقة لرجلين سيخلد التاريخ اسميهما، لأنهما نجحا في إيقاف تلك الحرب الطويلة.

لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الكبير الذي قامت به دولة ‫الإمارات‬ ودبلوماسيتها بالتعاون مع المملكة العربية السعودية في إعادة العلاقات بين إثيوبيا‬ وإريتريا‬، ويدرك العالم اليوم أن قادة الإمارات يزرعون الخير ليس في بلدهم ولشعبهم، وإنما في كل مكان، ولكل شعوب العالم، سواء بالجهود الدبلوماسية والعمل السياسي، أو الجهود الإنسانية والإغاثية في كل مكان، وهذا النجاح الكبير يكشف الفرق بين الدول الملتزمة، والتي تحترم جيرانها ودول الإقليم، وتسعى لنزع فتيل الأزمات، وبين الدول المنفلتة التي تعمل وفق أجندات تخريبية، وتزرع الفتن هنا وهناك، وتشعل الحروب بين أبناء الشعب الواحد، وتدعم الإرهاب من دون ضمير أو أخلاق.

‏المشهد بالأمس كان رائعاً، والشيخ ‫محمد بن زايد وأفورقي وآبي أحمد علي يسيرون معاً يداً بيد بخطى ثابتة، يتجهون نحو السلام والأمن والاستقرار والتنمية والبناء في القرن الأفريقي.. قمة ثلاثية تاريخية جمعت دولة إرتيريا وجمهورية إثيوبيا، ودولة الإمارات في العاصمة أبوظبي، بعد حرب استمرت عشرين عاماً وراح ضحيتها عشرات الآلاف.. هذا هو النجاح اللافت لقيادة الإمارات التي تعمل على صنع السلام، ونبذ الخلافات، وإنهاء الصراعات.‬

المصدر : جريدة الاتحاد

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإمارات تصنع السلام الإمارات تصنع السلام



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:21 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي الخميس 29-10-2020

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 08:29 2021 الجمعة ,07 أيار / مايو

مسلسل ''حرقة'' أفضل دراما رمضانية في تونس

GMT 05:48 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

اكتشاف تقنية جديدة تساعد في إنقاص الوزن الزائد

GMT 05:31 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

البردقوش فوائده واستخدامه

GMT 00:15 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد الشطة لعلاج مرض الصدفية

GMT 10:54 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة عن القبول في جامعات الولايات المتحدة في "أميركية دبي"

GMT 09:15 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أيتام «داعش» مَنْ يعينهم؟

GMT 18:04 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

أخبار من اميركا وعمليات إطلاق النار فيها

GMT 04:00 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موصفات سيارة كايلي جينر الرولز-رويسمن طراز Wraith
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia