بقلم - منى بوسمرة
الدول التي تسعى للتفوق تؤدي القيادات فيها بمختلف مستوياتها، دوراً أساسياً في صناعة وصياغة المستقبل وتعزيز الحاضر؛ لأن القائد أياً كان موقعه يسهم بشكل أساسي في نجاح المؤسسة التي ينتمي إليها، بتحويل الاستراتيجيات والمبادرات إلى واقع وإنجاز.
لقد أدركت الإمارات مبكراً أهمية تأهيل القيادات، على مستوى الدرجات العليا وتلك الشابة، لما لها من دور رئيسي في وضع الأفكار والخطط، والقدرة على التفاعل مع توجهات الدولة، وتعزيز قدرات كل فريق يعمل مع هذه القيادات للعمل بروح موحّدة، وبفاعلية وحرفية ونكران للذات، من أجل تحقيق الأهداف المطلوبة، المتمثلة في تعزيز الرفاه والأمن والاستقرار، وتعظيم مكاسب الشعب من موارده، وتأدية كل إنسان دوره بما يؤدي إلى استمرار الإمارات في الصدارة.
ولأن هذا هو نهج الدولة فقد اعتمد مجلس الوزراء نموذج الإمارات للقيادة الحكومية، الذي يقوم على ثلاثة محاور تتمثل في: الروح القيادية، والنظرة المستقبلية، والإنجاز والتأثير.
ويأتي اعتماد هذا النموذج للقيادة الحكومية، الذي يشكل الجيل الثاني لنموذج قائد القرن الواحد والعشرين الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عام 2015، ليعزز جهود الحكومة الاتحادية لمواكبة التوجهات العالمية، في العمل الحكومي واستباق المتغيرات المستقبلية نحو تحقيق مستهدفات «مئوية الإمارات 2071».
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أكد خلال تخريج الدفعتين الرابعة والخامسة لبرنامج القيادات التنفيذية في برنامج قيادات حكومة الإمارات بالجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص، أن «رحلة دولة الإمارات إلى المستقبل تتطلب عملية تطوير متواصلة تركز على الإنسان الإماراتي، تبني قدراته، وترتقي بخبراته وأدائه، وتمكنه من الأدوات الكفيلة بمساعدته على مواجهة التحديات المقبلة».
ويضيف سموه: «اعتمدنا نموذج الإمارات للقيادة الحكومية، يشكّل هذا النموذج إضافة نوعية لمنهج حكومة دولة الإمارات في إعداد القيادات، وبناء قدرات الكوادر والكفاءات الوطنية، نريد تطوير أُطر العمل في الجهات الحكومية لتواكب توجهاتنا في بناء حكومة المستقبل..
تواصل دولة الإمارات بقيادة أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تركيزها على الاستثمار في المواطن وتوفير مقومات النجاح له في مختلف المجالات، انطلاقاً من إدراكنا لأهمية دور أبناء الوطن في كافة مجالات التطوير والتنمية، نريد الحفاظ على هذا النسق ورفع وتيرة العمل لتواكب جهود تطوير العمل الحكومي نحو تحقيق أهداف رؤية الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071».
لقد تفرَّدت قيادتنا الطموحة بإدراكها أن مفهوم القيادة في العمل الحكومي يعني ما يتجاوز بكثير المسمى الوظيفي، نحو صناعة قيادات تستشرف المستقبل، وتكون قادرة على مواجهة التحديات والتكيف مع المتغيرات، باعتبار أن صناعة القادة أيضاً تضمن صون المؤسسات، وتعزيز دورها والارتقاء بها إلى أعلى المعايير من أجل غاية نهائية، هي رخاء حياة الإنسان في دولة الإمارات.