قطر تقر بدعمها الإرهاب

قطر تقر بدعمها الإرهاب

قطر تقر بدعمها الإرهاب

 تونس اليوم -

قطر تقر بدعمها الإرهاب

بقلم : منى بوسمرة

الدول العاقلة لا تصنع الأزمات، ولا تكون سبباً بحدوثها للآخرين، وهذه الدول لا تحتاج إلى من يدافع عنها، أو من يحاول تحسين سمعتها، ولا تواجه أي ملاحقة أو شكوك أو اتهامات، والسبب في ذلك بسيط، فقد اختارت ألا تتورط في أي سلوك مشين، وأن تؤسس وجودها بشكل منطقي وطبيعي.

قطر نموذج مختلف، فهي تدعم الإرهاب وتصنع الأزمات السياسية والأمنية، وتمول الفوضى الدموية وتصنع تنظيمات إرهابية، امتد شرها إلى كل مكان، وتسعى بكل قوة لبث هذه الفوضى، حتى في الدول الآمنة، هذا فوق استعداء جوارها، وتحدي العالم ومنظومته التي تتبنى الاستقرار، وبعد كل هذا الإجرام تبحث عن شركات علاقات عامة تدفع لها مبالغ مالية كبيرة جداً، من مال الشعب القطري وثروته، من أجل تحسين سمعتها السيئة أمام مراكز القرار في العالم، ولوبيات صناعته وعبر وسائل الضغط المعروفة التي يعد الإعلام إحداها.

أيهما أفضل لقطر، دعم الإرهاب وصناعة تنظيماته ورموزه وتمويله، وقتل الأبرياء في كل مكان ثم محاولة تحسين السمعة، عبر طلاء كل هذا الموروث غير الأخلاقي، أم إنهاء هذه الممارسات من جذرها وأصلها، بحيث تتوقف عن هذه التصرفات، وتغلق كل بوابات الشر التي فتحتها على نفسها، وخصوصاً أن مراكز القرار في العالم، لا تنطلي عليها هذه الألعاب مدفوعة الكلفة مسبقاً، وتعرف عبر المعلومات والأدلة كل الذي تفعله الدوحة، وتخطط له في غرفها المعتمة وتتسبب عبره بكل هذا الخراب.

هذا الانفصام لن يتوقف، لأن الدوحة محكومة من اتجاهات مختلفة، واللعبة التي يلعبها النظام القطري مكشوفة، يد تدعم الإرهاب ويد تدفع المال لتحسين السمعة.

كيف يمكن تنظيف هذه السمعة، وهناك ملايين الضحايا من شعوب المنطقة، دفعوا ثمناً للممارسات التخريبية التي جاءت تحت عناوين مختلفة، وهل يمكن للمال أن يشتري السمعة، والشهود على الجريمة القطرية لا ينسون، ولا يمكن للدوحة أن تلغي ذاكرتهم في يوم من الأيام، تحت ضغط شركات العلاقات العامة والحملات الإعلامية، وما يقدمه مرتزقة السياسة والإعلام من خدمات مدفوعة الثمن، ولا تستمر إلا باستمرار دفع المال.

آخر الجرائم القطرية حضور رئيس الوزراء القطري، لحفل زواج نجل أحد ممولي القاعدة هذا في الوقت الذي تدعي فيه الدوحة أنها لا تدعم الإرهاب، وأنها لا تتبنى رموزه وهذا الحضور يكشف حجم التحالف ما بين نظامها الحاكم وهذه الجماعات الإرهابية، والمشكلة الأهم تتعلق بأن الدوحة تورطت في لعبة المعاندة والمكابرة، وكأنها تريد أن تقول إن كل الاعتراضات الإقليمية والدولية على نشاطاتها غير مهمة، إلى درجة تحدي الجميع بحضور زفاف نجل إرهابي بشكل علني وسافر.

هذا التصرف أدى إلى انهيار جهود هذه الشركات، بعد أن تم إشهار أحد الأدلة على هوية الدوحة الحقيقية، ولهذا يعلق معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية قائلاً عبر حسابه على تويتر «حضور رئيس الوزراء القطري زواج ابن الإرهابي مموّل القاعدة عبدالرحمن النعيمي، وبوجود الأخير، قوض جهود عشرات مكاتب المحاماة وشركات العلاقات العامة في واشنطن، كما أكد أن أزمة الدوحة أساسها دعم التطرّف والإرهاب».

إخفاء الحقيقة أمر ممكن مؤقتاً، لكنه مستحيل بشكل نهائي، وهذا يعني أن الممارسات الإجرامية لنظام الدوحة لا يمكن حجبها حتى النهاية، بعد أن أجمع العالم على طبيعة الدور القطري.

المصدر : جريدة البيان

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر تقر بدعمها الإرهاب قطر تقر بدعمها الإرهاب



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 11:30 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل

GMT 10:30 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمرنا النت والحاج جوجل!

GMT 11:43 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

البوركيني إسماعيل يانجو ينضم لنادي العروبة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia