الإمارات تصنع المستقبل

الإمارات تصنع المستقبل

الإمارات تصنع المستقبل

 تونس اليوم -

الإمارات تصنع المستقبل

بقلم : منى بوسمرة

أكبر مشكلة تواجهها الدول والشعوب هذه الأيام تتعلق بعدم التنبه لسؤال المستقبل، وما يعنيه هذا السؤال على مستوى بنية الدول والشعوب والاستعداد لهذا المستقبل.

العالم اليوم ينقسم إلى مستويات، وبات واضحاً أن الفروق بين الأمم باتت كبيرة، ولو عدنا إلى الوراء عقوداً عدة، لاكتشفنا أن الفروق كانت موجودة، غير أنها لم تكن بحدّة هذه الأيام.

السبب في ذلك يعود إلى أن الأمم التي تقف في الصدارة حققت قفزات كبيرة جداً على مستويات الحياة، بما يعنيه ذلك من إدارة وأعمال وتعليم وصحة وعلوم وتكنولوجيا، وغير ذلك من مجالات، ولربما نمتلك الجرأة لنقول إنه أمام وجود «العالم الأول» لم يعد هناك عالم ثانٍ وثالث، بل إن المراتب تدنّت إلى أغلب بقية الأمم بسبب هذه الفروق، وعدم قدرة بقية الأمم على ملاحقة ما وصلت إليه الأمم المتقدمة.

هذا ما تنبهت إليه الإمارات عموماً، وجعلها تضع المستقبل عنواناً لمبادراتها وخططها وبرامجها، إذ تدرك أن التسارع كبير جداً، ولا يمكن التباطؤ بشأن إجراء تغييرات تخص المستقبل، والاستعداد عبر تغييرات بنيوية، بما يجعل الإمارات دولة بمعايير العالم الأول، ونحن نرى أن هذا العالم لم يعد يرحم المتأخرين أو المنتظرين.

أمس، شهدت الإمارات فعاليات وأعمال الدورة الثانية لاجتماعات مجالس المستقبل العالمية التي تنظمها حكومة دولة الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس»، إذ أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، خلال حضوره الاجتماعات، أن دولة الإمارات تتبنى صناعة المستقبل وتطوير نماذج عمل تتلاءم مع متطلباته.

وتوظّف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بالشكل الأمثل الذي يدعم الارتقاء بحياة المجتمعات والشعوب، وأن أسئلة المستقبل الكبرى تحتّم على الحكومات والمنظمات الدولية ورواد الأعمال تبنّي أساليب جديدة أكثر مرونة وفعالية وقابلية للتطور، ونحن في دولة الإمارات نتبنى نموذجاً مرناً للمستقبل، لإحداث نقلة نوعية على مستوى كل القطاعات الحيوية التي تلامس حياة الناس، ونتطلع للوصول إلى مرحلة يكون فيها المستقبل واضحاً، عبر تعلّم لغته واستخدام أدواته وصناعته اعتباراً من اليوم.

إن هذه الاجتماعات لا تأتي إلا لوضع خطط من أجل المستقبل، وتوصيات هذه المجالس تعد بمنزلة برامج عمل للحكومات والقطاع الخاص وكل المنظمات الدولية، من أجل التنبه إلى التغيرات الكبيرة جداً في هذا العالم، وعلينا أن نشير هنا إلى نقطة مهمة، إذ إن مصطلح «لغة المستقبل» يعني تغيرات بنيوية على اللغة السائدة حالياً، والمقصود باللغة الشكل والطريقة والخطط والمبادرات التي تدار بها الدول وكل القطاعات، وبما أن هذه اللغة تتعرض لتغيرات هائلة، فلا يمكن لأي دولة تقف مكانها، دون أن تتواءم مع التغيرات، أن تتطور، بل هي معرّضة للتراجع.

إن الإمارات حين تنظر إلى المستقبل وتستدعيه هنا، وتتفاهم معه بنيوياً على صعيد صناعته ومواءمة كل القطاعات وجعلها مناسبة للمعايير المقبلة على الطريق، فإنها لا تحافظ على مكانها في الطليعة وحسب، بل إنها تمنح مواطنيها وكل من يعيش فيها الفرصة لأن يكون ابن عصره، وما بعد عصره أيضاً، بما ينعكس إيجاباً عليه، ونرى في الإمارات نماذج كثيرة لصناعة المستقبل سبقت بها الدولة غيرها، إذ كان الآخرون يسألون قبل سنوات عن جدوى كل ما نفعل وأهميته، وثبت اليوم أننا كنا على حق في تبنّي مبادرات اعتُبرت آنذاك جاءت قبل وقتها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإمارات تصنع المستقبل الإمارات تصنع المستقبل



GMT 07:22 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

محمد بن راشد.. عطاء القلب الكبير

GMT 08:22 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثوابت إعلامنا الوطني

GMT 03:43 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

زايد قدوة الإنسانية

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إقامة ذهبية في البلد الذهبي

GMT 06:16 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

العالم أمام اختبار أمن الملاحة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia