بقلم : منى بوسمرة
خطوات تاريخية وعظيمة، ترسخ بها الإمارات ريادتها العالمية في المجالات كافة، وتعزز من خلالها تطلعات أبنائها الذين باتوا اليوم على موعد مع معانقة الفضاء، في إنجاز استثنائي وغير مسبوق، إذ سنرى أول رائد فضاء إماراتي يشارك في مهمة في الفضاء، خلال أقل من عام.
هذه المهمة تم التوصل إليها في اتفاقية إماراتية روسية، وهي اتفاقية تدعم أهداف «مئوية الإمارات 2071»، التي تركز في جانب كبير منها على علوم المستقبل وتطويرها في مجالات الابتكار والفضاء، وتعد بمثابة خطوة جديدة تقطعها الإمارات في طريقها نحو تحقيق الأهداف الكبيرة التي تنشدها في مجال اكتشاف الفضاء، وتبلغ أوجها في العام 2117 بإقامة أول مستوطنة بشرية على كوكب المريخ، سعياً لضمان البدائل التي تخدم مستقبل البشرية.
إنجازات كبيرة للدولة تتحقق في مجال الفضاء والعلوم المتقدمة، بتحفيز من القيادة، ورؤيتها التي لا تعترف بالمستحيل في نقل الإمارات إلى قمم الريادة العالمية، وثقتها بقدرة أبناء الإمارات على تحقيق التفوق في المجالات كافة، هذه الثقة التي نجدها في تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إذ يقول: «ابن الإمارات قادر على معانقة الفضاء، ورؤيتنا التي بدأناها منذ 12 عاماً لتطوير قطاع الفضاء الوطني بدأت تؤتي ثمارها، رؤية الإمارات للفضاء بدأت تكتمل عبر تصنيع مسبار المريخ، وإنجاز أول مجمع لتصنيع الأقمار الصناعية بالكامل وطنياً، وتدريب رواد فضاء إماراتيين، وامتلاك منظومة علمية وبحثية متكاملة.. سنحتفل في 2021 بخمسين عاماً على تأسيس دولتنا، وسنهدي إنجازنا للأجيال القادمة لتبدأ أحلامهم دائماً من السماء».
إن هذه الخطوة تثبت، أيضاً، أن الإمارات لا تطلق الشعارات، بل تضع خططها، وتنفذها بشكل متواصل، ولا يقف أمامنا أي عائق، بما يثبت أن الدول قادرة على التطور إذا قررت ذلك، وقيادتنا هنا، التي تستشرف المستقبل بعزمها وهمتها، تثق بقدرة أبناء الإمارات المخلصين على تحويل الطموحات إلى واقع.
يقول سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، والمشرف العام على مشاريعه وخططه، عن هذا الإنجاز الكبير: «هذه الاتفاقية التاريخية بين الجانبين الإماراتي والروسي تأتي في سياق الاستراتيجية الطموحة للمركز تحقيقاً لرؤية القيادة الرشيدة نحو ترسيخ موقع الإمارات كدولة رائدة في مجال الفضاء وعلومه واكتشافاته على مستوى العالم».
ما يمكن قوله اليوم أن هذه الخطوة التاريخية تضاف إلى سلسلة خطوات، كلها تؤدي إلى ترسيخ مكانة الإمارات العالمية على كل المستويات، وهي مكانة لم تتحقق إلا بالتعب المتواصل ليل نهار، في سياق رؤية تؤمن بأن التغيير نحو الأفضل بحاجة إلى جهد كبير، وقد رأينا كيف أصبحت الإمارات خلال وقت قصير، في مصاف الدول العالمية، وضمن معاييرها، وبقدر ما يدعونا ذلك إلى الفخر فهو يضعنا أمام التحدي بأن نبقى على هذه المكانة، بل نتجاوزها إلى ما هو أفضل بكثير، وهو أمر نثق بقدرتنا جميعاً على تحقيقه.
المصدر : جريدة البيان
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع