للمرأة أكثر من يوم

للمرأة أكثر من يوم

للمرأة أكثر من يوم

 تونس اليوم -

للمرأة أكثر من يوم

بقلم : منى بوسمرة

مهما قيل في المرأة، فإن قيمة المرأة الإنسانية تظل مضاعفة، فهي أولاً وأخيراً التي تُعِدّ الأجيال للمستقبل ذكوراً وإناثاً، وما من بلد للمرأة فيه مكانتها الإنسانية والاجتماعية وإسهاماتها السياسية والاقتصادية والمهنية، إلا وكان لهذا البلد مكانته المميزة بين الدول، وبكل بساطة يمكن قراءة واقع أي شعب عبر استطلاع واقع المرأة فيه، إذ لا يمكن لامرأة مضطهدة بلا حقوق أن ترسم مستقبلاً لذلك الشعب.

الرجل ذاته لا يمكن أن يكون صاحب مكانة أو مؤهلاً أو صاحب صفات حسنة، كريماً أو شجاعاً، دون تلك الحاضنة الوجدانية التي ترسم شخصيته، أمه أولاً، ثم زوجته، ولربما ابنته، فهذه الروح العاطفية والإنسانية التي تصب كل طاقتها لمن تحب ليست روحاً عادية، بل تعد روحاً صانعة للحياة والمستقبل بأبهى الصور وأنقاها.

اليوم، يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي، وفيه يتم الحديث عن المرأة وحياتها وظروفها ومنجزاتها في دول العالم، حيث تواجه المرأة بيئات متناقضة، ما بين بلد وآخر، دول منحتها حقوقها الطبيعية، ودول سلبتها حقوقها، أو منحتها حقوقاً أقل.

ومن المؤلم حقاً أن تضطر المرأة إلى خوض معارك كثيرة في هذا العالم، لإقناع أطراف كثيرة أن هذه الحقوق طبيعية، ويجب الحصول عليها، لكن العالم في بعض دوله لا يفهم هذه المطالبات إلا في إطار التنافس الوهمي بين الرجل والمرأة، وهو تنافس غير منتج، ويتسبب كثيراً في تأخر الشعوب.

الإمارات هنا، تقدّم نموذجاً مختلفاً، ولربما هي من الدول العربية والإسلامية القليلة التي تخصص يوماً للمرأة الإماراتية، بتوجيه من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، حيث تم الاحتفال بدورته الأولى في 28 أغسطس 2015 تزامناً مع ذكرى تأسيس الاتحاد النسائي العام في هذا اليوم من عام 1975، وفي دورته الأولى، تم الاحتفاء بالمرأة الإماراتية المنضوية في صفوف القوات المسلحة تقديراً وتثميناً لدورها البطولي وتضحياتها وعطاءاتها النبيلة والشجاعة في هذا الميدان.

لم تقف الإمارات عند حدود الاحتفالات، ولا عند العنوان الذي يقول إن للمرأة خلال العام يوماً واحداً خلال العام، بل اتخذت الدولة إجراءات كثيرة، منحت فيها المرأة حقوقها وأكثر، ولعلنا لا نكتفي هنا بتعداد مساهمات المرأة في المواقع السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، إضافة إلى منحها كل الفرص والحقوق في مجالي التعليم والصحة، وغير ذلك.

بل نتحدث فعلياً عن الروح التي بثتها القيادة والدولة، من حيث اعتبار المرأة شريكاً أساسياً في التنمية والحياة، وهذه الشراكة لها تأثير عميق في الأجيال في الإمارات، من حيث كونها تعزز القيم الإيجابية الأساسية التي يتسم بها مجتمع الإمارات، وتجعل طاقة المرأة تفيض سعادة وقدرة من أجل التغيير الإيجابي.

إن التطلع إلى وضع المرأة في العالم العربي أمر أساسي، من أجل تحفيز التغيير على كل المستويات، وهذا أمر ينطبق على شعوب أخرى، فالشراكة والمساواة في الحياة في كل مكان لا بد منهما من أجل تعديل أي اختلالات، خصوصاً أن هذه الاختلالات تترك أثراً سلبياً جداً على مجمل أي مجتمع، ولا تبقى في إطار محدود داخل البيوت أو مواقع العمل.

في يوم المرأة العالمي، نجدد الثقة بالقاعدة التي تقول إن المرأة التي تعيش حياتها دون انتقاص حقوقها تعني ببساطة مجتمعات سليمة وقوية وذات مستقبل زاهر.

المصدر : جريدة البيان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للمرأة أكثر من يوم للمرأة أكثر من يوم



GMT 07:45 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

الآباء والبنون

GMT 13:38 2020 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

السفارة خرجت من العمارة

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 13:23 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

الإمارات صوت لسلام المنطقة

GMT 09:01 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

الإمارات وألمانيا.. ثنائية السلام

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 11:30 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل

GMT 10:30 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمرنا النت والحاج جوجل!

GMT 11:43 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

البوركيني إسماعيل يانجو ينضم لنادي العروبة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia