بقلم - منى بوسمرة
لم يكن يتخيل أحد، ولا نحن أبناء الإمارات، مع تأسيس دولة الاتحاد، أن تتحول هذه الدولة الناشئة في زمن قياسي إلى مقصد عالمي للعيش والحياة والعمل والاستثمار والسياحة، بعد أن نجحت القيادة في بناء عقد اجتماعي مع شعبها، قوامه البناء من أجل رفعة الوطن وتسخير كل الطاقات والثروات لتجاوز الزمن ومحاكاة المستقبل، وضمان العيش الرغيد للأجيال.
لذلك تمكنت الإمارات عبر قيادة آمنت بقدرات شعبها، وشعب شغفه إعلاء الوطن، من صناعة إعجاز حضاري تقدم بها إلى مصاف الدول الفاعلة والمؤثرة سياسياً واقتصادياً ومعرفياً وتكنولوجياً على الساحة الدولية، حتى وقف العالم لها احتراماً وتقديراً وإعجاباً، وهي تواصل تأكيد مكانتها الدولية عبر سياسات توفر أفضل وأرقى المناخات التي تضمن حياة مثالية للمواطن والمقيم والزائر، حتى أصبحت سياساتها ومشاريعها تلك مقصداً للاستنساخ عبر العالم.
قبل يومين، بعث الشيخ محمد بن راشد رسالة بهذا المعنى إلى العالم مع قرب البدء العكسي لتنظيم معرض إكسبو الدولي 2020 في مدينة التميز، محورها أن هذا الحدث العالمي الذي تتسابق الدول على المشاركة فيه سيكون نسخة استثنائية وغير عادية في كل شيء، تعكس قيم وحضارة وقدرة الإمارات على صناعة المعجزات.
في ثنايا كلمات سموه يظهر العزم والإصرار والإرادة والتخطيط على تنظيم حدث يليق باسم الإمارات وتراثها الغني وسمعتها الرفيعة، حين قال إن الاستعدادات للمعرض تاريخية، وإن مفاجآت تنتظر المشاركين والزوار والضيوف في الحدث الذي يستمر ستة أشهر.
ملخص القول أن الإمارات حين تقول تفعل، وحين تفعل لا تقبل إلا أن يكون فعلها مختلفاً ومميزاً رفيع الطراز يحاكي ثقافة شعبها وإنجازاته وفكر قيادتها الخلاق، لتضع معايير جديدة للأحداث، وقد حدث هذا بالفعل في أحداث وفعاليات سابقة أقل شأناً من حدث عالمي بحجم إكسبو، وهو ما عودتنا عليه دبي في كل المناسبات والمبادرات.
ورشة البناء في موقع الحدث تقرع، السبت، جرس العد العكسي لانطلاق المعرض في ظلال برج خليفة الأعلى في العالم، وكأن دبي تقول للعالم: انتظروا إبهاراً جديداً كالذي جسّده بناء برج خليفة، وإن المدينة التي أقامت هذا البرج وتبني الآن أعلى منه، ستنقلكم إلى عالم آخر من الإبهار في إكسبو.
تذكّرني مناسبة السبت المقبل بإطلاق العد التنازلي للحدث بمقولة للشيخ حمدان بن محمد، يوم فازت دبي باستضافة المعرض بعد منافسة قوية مع أربع مدن أخرى، حيث غرّد سموه قائلاً: «إكسبو، مرحباً بك في بيتك»، في دلالة على العزم على تنظيم معرض تاريخي لم يحدث ولن يتكرر، وهي كلمة يتردد صداها يومياً في ورشتي الإدارة والبناء بأن هذا البيت المتميز لن يخرج منه إلا المتميز والفريد في كل شيء.
المعرض مناسبة تاريخية وربما لن تتكرر إلا بعد عشرات السنين، لنشر الصورة الناصعة للإمارات وطبعها في أذهان العالم، وأنها رديف التقدم والعلم والمعرفة والخير والإنسانية، وأن القادم أجمل في بلد الجمال والخير والحضارة.