القدس رمز الأمة

القدس رمز الأمة

القدس رمز الأمة

 تونس اليوم -

القدس رمز الأمة

بقلم - منى بوسمرة

لم تحظَ قضية في تاريخ العرب والمسلمين بالاهتمام على كل المستويات مثل قضية القدس، هي المدينة التي بقيت حاضرة على مدى آلاف السنين بكل ما تعنيه من مكانة.

القدس عبر المحن التي واجهتها تاريخياً كانت دوماً الأقوى، وخرجت من كل محنة أكثر عزةً ومنعةً، ولهذا نحن على ثقة كبيرة بأنها بما تعنيه من موقع سياسي وديني واجتماعي، ستبقى عصية على كل مشاريع الاحتلال وتغيير الهوية، فقد خبرت المدينة تجارب سابقة أثبتت فيها أنها قادرة على تجاوز الشدائد وإن طالت، مثلما أثبت العرب والمسلمون قدرتهم على صونها وتحريرها وردها من غربتها التي سطت عليها مراراً على مدى التاريخ البشري.

في القاهرة، بما تعنيه مصر من مكانة بارزة للعرب والمسلمين، ومن إرث عظيم يؤكد دوماً أنها سند العرب القوي، كانت عروس المدائن حاضرة بكل بهاء، وهذا الحضور الذي شهدناه، أمس الأربعاء، في مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس الذي ينعقد بتنظيم من الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين وتحت رعاية الرئيس المصري، يهدف إلى إعادة تأكيد هويتها وتاريخها، في مواجهة المخططات الإسرائيلية والأميركية الحثيثة لتهويدها، وهذا الحضور للقدس طبيعي متوقع، فهذه هي مصر من جهة، وهذا هو قدرها أن تبقى حاضنة لقضايا العرب.

اللافت للانتباه في المؤتمر مداخلات حملت مضموناً خاصاً، فالرئيس الفلسطيني يدعو إلى زيارة القدس، ولا يعتبر الأمر تطبيعاً مع الاحتلال، والواقع القائم في القدس يؤكد أن المقدسيين الذين يقفون في وجه الاحتلال بحاجة إلى دعم ومؤازرة معنوية وسياسية واقتصادية بدلاً من هجرهم، وحين يقال هذا الرأي في مؤتمر ترعاه أهم مؤسسة دينية إسلامية، فإن على الجميع التوقف عنده باعتباره يمثل نداءً فلسطينياً لنصرة المدينة وأهلها.

هذه الاستخلاصات سمعناها في خطاب أحمد أبو الغيط أيضاً، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي أشار إلى صمود أكثر من 300 ألف فلسطيني في القدس، ليسطروا مشهداً غير مسبوق، وهؤلاء فعلياً هم سور المدينة وحماتها في وجه مشاريع التهويد.

كلام أبو الغيط يتطابق من حيث دعوة الرئيس عباس إلى زيارة القدس، لأن هؤلاء أيضاً بحاجة إلى مؤازرة ودعم من العرب والمسلمين، خاصة حين يقول أبو الغيط مؤكداً أن القدس قضية كل عربي، ويتعين على القوى الحية في هذه الأمة أن تحتضنها احتضاناً كاملاً، وأن تحتشد لها وتنافح عنها، إضافة إلى دور الحكومات والمؤسسات الرسمية.

في هذا المؤتمر الذي يستمر اليوم الخميس، نستمع إلى أصوات سياسية ودينية إسلامية ومسيحية، كلها تعبّر عن المضمون ذاته برعاية المؤسسة التي تمثل التسامح والاعتدال في العالمين العربي والإسلامي، في رسالة واضحة إلى العالم أن القدس قضية لا تغيب، وهي حاضرة في هذه الأمة، وأن كل قرار قد تصدره أو تتخذه دولة ضد هوية القدس، مثل القرار الأميركي الأخير، لن يغيّر من الواقع شيئاً.

القدس ليست مدينة عابرة، ولا تحمل الدلالة السياسية عاصمةً للشعب الفلسطيني فقط، فهي قبل ذلك مدينة عربية وإسلامية، ومسؤوليتها في عنق أكثر من مليار ونصف مليار عربي ومسلم، وهذه القيمة الغالية لم تأتِ من فراغ، بقدر كونها تعبيراً عن مكانتها في الأمة، وتعلقها بها مدينةً ورمزاً وبوابةً للسماء.

المصدر : جريدة البيان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القدس رمز الأمة القدس رمز الأمة



GMT 07:22 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

محمد بن راشد.. عطاء القلب الكبير

GMT 08:22 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثوابت إعلامنا الوطني

GMT 03:43 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

زايد قدوة الإنسانية

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إقامة ذهبية في البلد الذهبي

GMT 06:16 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

العالم أمام اختبار أمن الملاحة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 11:30 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل

GMT 10:30 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمرنا النت والحاج جوجل!

GMT 11:43 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

البوركيني إسماعيل يانجو ينضم لنادي العروبة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia