ردعاً للتطرف والظلام

ردعاً للتطرف والظلام

ردعاً للتطرف والظلام

 تونس اليوم -

ردعاً للتطرف والظلام

بقلم : منى بوسمرة

تعد الإمارات، من أكثر دول العالم، التي تحمي ثقافة التسامح، والوسطية، في وجه التطرف، والظلام، وهذا النهج الثابت للدولة، على صلة بكينونة الروح الإماراتية، وطبيعة شعبها، وما تحض عليه قيادتها، دوماً، من احترام للتنوع في الحياة، وما نراه أيضاً، في كل المبادرات التي تطلقها الدولة، وقوانينها التي تحمي الوسطية.

إحدى أبرز هذه الوسائل، لردع التطرف والظلامية، هي التربية السليمة، والثقافة الوسطية، لأن التربية المستندة إلى ثقافة قائمة على الوسطية والانفتاح، وحب الحياة، واحترام خصوصيات الإنسان الدينية والفكرية والثقافية، تربية ستؤدي نهاية المطاف إلى تأسيس بنية اجتماعية، تنبذ التطرف والظلامية، باعتبارهما وجهين للانغلاق، والانعزال.

الكتاب يعد وسيلة مهمة جداً، في أي مشروع ثقافي، ومن دون الكتاب، لا يمكن الحديث، عن بنية اجتماعية مختلفة، تردع التطرف وجماعاته، وقد مثلت الشارقة هنا، نموذجاً عربياً وإسلامياً وإنسانياً، مختلفاً.

عبر معرض الكتاب السنوي، وكل النشاطات الثقافية في الشارقة، استطاعت الإمارة، تقديم نموذج مميز، من الانفتاح على أفكار الأمم المختلفة، وربط الثقافات ببعضها البعض، والتجسير في الرؤى، بما يؤدي إلى إذابة كل الفوارق التي تلجأ إليها المدارس المتطرفة، وتسعى إلى جعلها أساس الحوار المتطرف بين الأمم.

هذا ما أكد عليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خلال لقاء سموه مع رؤساء تحرير الصحف ووسائل الإعلام الوطنية، قبل أيام، في جناح هيئة الشارقة للكتاب المشارك في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بدورته الـ69 في ألمانيا، حين أشار سموه إلى أن أفضل وسيلة لمواجهة الموجات الظلامية والمتطرفة، هو التأسيس والتربية الصحيحة منذ الصغر، من خلال الاحتواء، عبر الطرق التربوية السليمة.

حين يشير صاحب السمو إلى الكتاب بتعبير بالغ الأهمية، ويقول «الرجاء أن يكون هذا الكتاب رسولاً للجميع» فهو يقول فعلياً إننا في هذا الزمن بحاجة إلى رسالة إنسانية جامعة، وهذه الرسالة هي الثقافة، التي تتجلى بطرق مختلفة، من بينها الكتاب، وهذا الكتاب الذي يحظى برعاية خاصة في الإمارات، وفي الشارقة، مدخل مؤثر جداً، للاتصال بالثقافات الأخرى، والاطلاع عليها، بما يخفض ويزيل الروح العدائية، التي تكبر جراء الانعزال، ومعاداة كل شيء مختلف.

لقد حازت الشارقة على لقب مهم، أي عاصمة الكتاب العالمية، للعام 2019، جراء رعاية الإمارة، للكتاب ومعارضه وإصداراته، وترجمته، وتحويله إلى وسيلة اتصال إنسانية، بين الشعوب والأمم، وهذا اللقب لم يأتِ ببساطة، بل في سياق مشروع الشارقة الثقافي، وهو مشروع كبير، وليس أدل عليه من وجود جناح للشارقة في معرض فرانكفورت الدولي.

حيث لا تغيب الثقافة العربية، بوجهها الإنساني، عن هكذا حدث عالمي، بل إن الإمارات هنا، تتجلى أعلى صور إنسانيتها، وانفتاحها على الأمم، بهذه المشاركة في المعرض، تقول لبقية الأمم، إن الإنسان الإماراتي والعربي والمسلم، لديه وجدان مثقف وإنساني، ومنفتح على الأمم، وينبذ الظلامية وجماعاتها، ويرى في الإنسان الآخر، شريكاً في هذه الحياة، وليس عدواً.

إحدى مظاهر الثقافة، ووسائلها، وعناصر التأثير عليها، يرتبط بالإعلام، وقد أشار صاحب السمو إلى هذا الجانب، حين قال «هناك مشكلة في الوسائل الإعلامية، سواء الصحافة أو التلفزيون أو الإذاعة، وذلك بدخول المال عليها، فهنالك من يستخدم الوسيلة الإعلامية كغاية للمال، فيعرض ما هو غير صالح من أجل كسب المشاهدة، والحصول على إعلانات تجارية من دون الالتفات للأثر السلبي لذلك».

الإعلام هنا، يتوجب أن يكون دوره معززاً لثقافة التسامح، ونبذ العنف، وعدم تخريب كل ما تؤسس له التربية والثقافة عبر الكتاب وبقية الوسائل، لكون الإعلام يعد مؤثراً جداً، ويصوغ الشخصية الاجتماعية، وحديث سموه عن المال وعلاقته بالإعلام، يأخذنا إلى ضرورة تطهير الإعلام، من أي تأثير سلبي، يضر البنية الثقافية في المحصلة، ونرى في حياتنا نماذج إعلامية كثيرة، تختطف الإنسانية، من تسامحها، وانفتاحها، وتجرها إلى المواجهات، التي يعتاش عليها التطرف والظلام.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ردعاً للتطرف والظلام ردعاً للتطرف والظلام



GMT 07:22 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

محمد بن راشد.. عطاء القلب الكبير

GMT 08:22 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثوابت إعلامنا الوطني

GMT 03:43 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

زايد قدوة الإنسانية

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إقامة ذهبية في البلد الذهبي

GMT 06:16 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

العالم أمام اختبار أمن الملاحة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia