قمة مواجهة التحديات

قمة مواجهة التحديات

قمة مواجهة التحديات

 تونس اليوم -

قمة مواجهة التحديات

بقلم : منى بوسمرة

في توقيت بالغ الأهمية تأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى جدة، وعقده لقاء قمة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

فهي تأتي في توقيت تتصاعد فيه المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة، بدءاً من السياسات العدائية الإيرانية التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة، وانتهاء بمحاولات شق صف الوحدة الخليجية، بمواقف وسياسات تدعم المشروع الإيراني، وتشجع الإرهاب والفوضى.

فالتحالف الإماراتي السعودي صمان أمان لمنطقة الخليج، وللعالم العربي أيضاً، في وجه ارتدادات المشاريع الإقليمية، وما تريده من محاولات التأثير على وحدة دول الخليج العربي، تحت ذرائع زائفة، تبدأ بادعاء التوازن والحكمة، وتصل حد التحالف مع العدو، ضد المنطقة، وهو أمر لا يمكن أن تقبل به الإمارات ولا السعودية أيضاً، لإدراكهما أن المشروع الإيراني، يستهدف شق وحدة دول الخليج العربي لتحقيق هدفه بالسيطرة على المنطقة بأكملها.

علاقة التحالف بين البلدين نراها في مسارات كثيرة، ومن أبرزها الموقف في اليمن، وشراكة الإمارات والسعودية ضمن التحالف العربي لتحرير اليمن من يد الإرهابيين والظلاميين والانقلابيين، وهي شراكة قدمت فيها الإمارات والسعودية الشهداء من أجل شعب عربي شقيق، يتم رهنه لأطماع إقليمية، تريد احتلال العالم العربي، وتطويعه، لأجل مصالحها، وأطماعها في المنطقة، تلك الأطماع التي لا تتراجع، برغم كل ما كبدته لشعوب المنطقة من خسائر بالأرواح، وتشظية لدول كانت مستقرة، وتبديد للموارد الاقتصادية.

الرؤية المشتركة بين البلدين تتطابق إزاء كل الملفات، فقيادتا البلدين تتبنيان ذات الرؤية إزاء كل الملفات الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك أهمية إسعاد شعبيهما، وتكريس الرفاه باعتباره ميزة يعيشها الشعبان، فقد آمنت قيادتا الإمارات والسعودية بأن التركيز على الإنسان وحياته هو خير ما يتم تقديمه لهذا الإنسان، بدلاً من إشاعة مناخات الهدم، كما نرى في بعض الدول العربية التي تعتنق عقيدة التخريب في غيرها من دول، دون أن تأبه بالكلفة الدموية على تلك الشعوب، وتصر على أن تبقى معاول هدم لمنطقتنا.

مواقف الإمارات والسعودية إزاء قضايا متعددة، مثل الحرب على الإرهاب، ونبذ العنف، وردع الجماعات الظلامية، وأهمية التنمية، والوقوف معاً في وجه مناخات الكراهية، والدفاع عن أمن المنطقة العربية، والانفتاح على العالم، والتوازن في العلاقات مع مختلف الدول، تأسست على رؤية عميقة، تقرأ الواقع جيداً، وتعرف الذي تريده تحديداً.

لا يمكن اعتبار العلاقة الإماراتية السعودية مجرد علاقة دبلوماسية بين دولتين، فالأسس التي قامت عليها هذه العلاقات، هي أسس صلبة جداً، يؤمن بها أبناء الشعبين، ويرونها أيضاً، تأكيداً لتوجه القيادتين، وضمانة للحاضر والمستقبل، في وجه قوى كثيرة، تتربص بالعالم العربي عموماً.

ستبقى هذه العلاقة تعبيراً عميقاً عن إرث تاريخي يجمع أبناء شعب واحد بين البلدين، خصوصاً حين تتصاعد الأخطار، التي تتدفق من دول إقليمية، تجد من يتحالف معها من العرب، وينقلب على دول الخليج العربي، دون أن يدرك هؤلاء كلفة ذلك على أمن المنطقة واستقرارها، وهذه الأخطار ستجد من الإمارات والسعودية، ودول أخرى، موقفاً حازماً؛ لأن ذلك هو السبيل الوحيد لضمان أمن واستقرار المنطقة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة مواجهة التحديات قمة مواجهة التحديات



GMT 07:22 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

محمد بن راشد.. عطاء القلب الكبير

GMT 08:22 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثوابت إعلامنا الوطني

GMT 03:43 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

زايد قدوة الإنسانية

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إقامة ذهبية في البلد الذهبي

GMT 06:16 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

العالم أمام اختبار أمن الملاحة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia