الإمارات ومصر أكثر من تحالف

الإمارات ومصر أكثر من تحالف

الإمارات ومصر أكثر من تحالف

 تونس اليوم -

الإمارات ومصر أكثر من تحالف

بقلم : منى بوسمرة

تأتي زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الإمارات في توقيت مهم جداً، لتؤكد العلاقة الاستراتيجية بين الإمارات ومصر، والتي تكرست على مدى عقود فأضحت نموذجاً للعلاقات العربية المتميزة.

العلاقات بين البلدين ممتدة على أكثر من مستوى وتتجاوز البعد السياسي، وقد شهدت على ذلك مراحل عدة في علاقات البلدين، مستذكرين في هذا المقام كلمات المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان: حيث قال رحمه الله: «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم»، ومواقفه التاريخية إزاء مصر، دولة وشعباً خاصة في المحطات التي احتاجت مصر فيها إلى الوقوف بجانبها بوضوح وصراحة.

إذاً، هي ليست علاقة طارئة ولم تفرضها المصالح، بل هي علاقة توأمة تجاوزت مفهوم التحالفات المؤقتة بين الدول إلى العلاقة الاستراتيجية الدائمة، ولهذا فإن استقبال كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تعبير كبير عن المكانة التي تنظر بها بلادنا إلى مصر، ولمستوى من العلاقات يسعى الطرفان إلى مزيد من التفاهم والتعاون فيه لصياغة مستقبل أفضل.

تطابق موقف الدولة مع مصر في قرار مقاطعة قطر، دليل ماثل للعيان على مستوى الرؤية والتنسيق بين البلدين، واتخذ لأن مصر من الدول التي اكتوت بمحاولات الدوحة التخريبية، وبث الفوضى فيها بهدف تسليمها إلى جماعات الإسلام السياسي، وتعريض وحدتها الوطنية إلى التشظي والانقسام، ولعل المؤلم حقاً أن تتعامى الدوحة، عن حقيقة أن مصر ركن أساسي في العالم العربي، بوزنها التاريخي وثقلها السياسي في العالمين العربي والإسلامي، ولا يمكن الصمت أمام محاولات جرها إلى مستنقع الصراعات، وهذا ما حذرنا منه ومن سعي قطر لتعميم الخراب، واستهداف دول مركزية لها مكانتها، وخلخلة استقرارها يؤثر في كل دول المنطقة، وهذا يعني أننا جميعاً حكومات وشعوباً معنيون تماماً بضمان أمن مصر واستقرارها باعتباره يرتد إيجاباً على كل العالم العربي.

لقد وقفت الإمارات إلى جانب مصر دون تردد أو منّة، لأن مواقف الدولة التاريخية مع الأشقاء تعبر عن روح دولتنا العروبية، وفي هذا التوقيت بالذات فإن كل الدول العربية المعتدلة تقف متحدة في مواجهة المعسكرات التي تبيع الأوهام للشعوب، وتريد حرق مكتسباتهم وسلبهم أمنهم واستقرارهم وتحويل حياتهم إلى جحيم.

إن التنسيق بين الدول العربية المحبة للخير وذات التأثير في القرار العالمي أمر مهم، من أجل تجنيب العالم العربي الكثير من الأخطار والصراعات، وقد رأينا كيف أن هذه الأخطار حين يتم غض الطرف عنها، فإنها تكبر وتتضاعف وتغدو معالجتها أكثر كلفة، بما يفرض على الجميع توحيد المواقف إزاء ملفات عدة، لمواجهة أصحاب الأجندات السوداء التي تريد استدراج العالم العربي إلى حافة الفوضى والانهيار.

نرحب بالرئيس المصري في الإمارات ونتطلع إلى مزيد من تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وأملنا كبير في أن نذهب مع الأشقاء العرب إلى مزيد من التنسيق وتوحيد المواقف لنبقى صفاً واحداً وسداً منيعاً ضد كل من يحاول إيذاء المنطقة بأي طريقة كانت، خاصة أننا نرى في كل يوم كيف تتولد أخطار جديدة، وهذا يحضنا جميعاً على مواصلة الوقوف في وجهها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإمارات ومصر أكثر من تحالف الإمارات ومصر أكثر من تحالف



GMT 07:22 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

محمد بن راشد.. عطاء القلب الكبير

GMT 08:22 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثوابت إعلامنا الوطني

GMT 03:43 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

زايد قدوة الإنسانية

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إقامة ذهبية في البلد الذهبي

GMT 06:16 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

العالم أمام اختبار أمن الملاحة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia