قطر تستحق المقاطعة

قطر تستحق المقاطعة

قطر تستحق المقاطعة

 تونس اليوم -

قطر تستحق المقاطعة

بقلم : منى بوسمرة

تقدم قطر الدليل تلو الدليل على أن قرار الدول الأربع بمقاطعتها كان موفقاً وصحيحاً، وبما يؤكد في الأساس أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لم تتعجل في قرارها ولم تتجن على الدوحة، ولكن نفد الصبر واستشرى خطر تنظيم الحمدين، وبات التصدي له واجباً وطنياً وضرورة استراتيجية.

لم تترك الدوحة إثباتاً ودليلاً على أنها تستحق المقاطعة إلا وقدمته، سواء عبر إعلامها الذي يفيض حقداً وسموماً وكراهية أو عبر أسلوب إدارتها لأزمتها، مثلما قدمت الإثباتات والأدلة عبر حملات التحريض التي لم تؤد إلى أي نتائج من خلال العلاقات الدبلوماسية مع عواصم العالم، مستعملة خطاباً سياسياً يميل إلى «المظلومية» و«التوسل» واستدرار العطف، باعتبارها ضحية، فيما هي مجرمة بحق المنطقة وبحق الأمن العربي، وما تسببت به من صناعة ورعاية للإرهاب وجماعاته.

دول العالم مثل دولنا تدرك الحقيقة، وهذا يفسر أن كل حملات الدوحة لم تؤد إلى أي نتائج، ولم نسمع عن عاصمة سعت بقوتها أو نفوذها لمساعدة قطر، بل إن الإدانات تسربت بطرق مختلفة، تعبيراً عن إدراك هذه الدول لدورها على صعيد تصدير الفوضى إلى كل مكان، ومحاولات التملص المتأخرة لا تحل المشكلة لأن الأدلة واضحة، ولم تبق دولة عربية إلا وصدرت إليها الدوحة نيران حقدها، مثلما امتدت هذه النار التي أشعلتها إلى أوروبا وأميركا.

إن دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر والبحرين، لا يمكن أن تظلم أحداً ولا يمكن أن تتجنى على أحد، وليتنا وجدنا سبباً واحداً للعودة عن المقاطعة، بل إن كل تصرفات الدوحة أثبتت أنها تواصل الطعن والغدر في الظهر، وهي سمات لا تنتمي إلى العرب والمسلمين، ونظامها الحاكم الذي تسيطر عليه أوهام القوة العظمى لم يقدم دليلاً واحداً يعاكس الاستخلاصات التي أدت إلى قرار المقاطعة، وما يمكن قوله اليوم إن قرار الدول الأربع كان خطوة حكيمة لردع الدوحة، وهي خطوة لم تستهدف في كل الأحوال الشعب القطري، الذي يبقى منا ونحن منه.

بعد مرور مئة يوم من إعلان المقاطعة نشعر بالأسى إزاء أهلنا في قطر، أولئك الذين تقامر بهم قيادتهم على موائد سياساتها المتهورة، وتضحي بهم وبمصالحهم وتعزلهم عن محيطهم وأهلهم، وتضع الشعب القطري في زاوية حرجة جداً، إذ تحولوا إلى ضحايا لمن يحكمون الدوحة، وتشتد معاناتهم يوماً بعد يوم، بإصرار الحكم على تعريض حياتهم ومستقبلهم إلى مخاطر كبيرة جداً.

بعد هذه الشهور نشعر بالتعاطف الكبير مع القطريين الذين يواجهون اليوم وضعاً صعباً ستزداد حدته خلال الشهور القليلة المقبلة، مع ظهور كل هذه التراجعات على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، واشتداد قبضة الأزمة على حياة القطريين، وعليهم أن يعرفوا أن كل هذه الأزمة صنعت في الدوحة، وهي المسؤولة الأولى والأخيرة عما يواجهونه ولا أحد منا يرضى لهم هذا الوضع، لكن للمفارقة أن قيادتهم رضيت لهم ذلك دون إحساس بتأنيب ضمير أو أدنى شعور بالمسؤولية.

المصدر :صحيفة البيان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر تستحق المقاطعة قطر تستحق المقاطعة



GMT 07:22 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

محمد بن راشد.. عطاء القلب الكبير

GMT 08:22 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثوابت إعلامنا الوطني

GMT 03:43 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

زايد قدوة الإنسانية

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إقامة ذهبية في البلد الذهبي

GMT 06:16 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

العالم أمام اختبار أمن الملاحة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia