بقلم : منى بوسمرة
هذا وطن الحياة والخير والمستقبل، الوطن الذي يصنع الإيجابية، ويحض عليها، مثلما هو مهدها، وربما هو البلد الأكثر إيجابية في منطقته ووسط هذا العالم، بكل هذه المبادرات التي يتم إطلاقها، وتكرس أمراً واحداً نهاية المطاف، خلاصته أن الإيجابية حياة.
والإيجابية تتعاظم في هذه الأيام المباركة، الأيام التي نحيي فيها يوم الشهيد، ونحتفل باليوم الوطني، ذكرى تأسيس الاتحاد، والرابط بين هذه الأيام كبير؛ إنها القيادة الإماراتية المبدعة بين قيادات العالم، في صياغة الهوية الوطنية، التي تستمد قوتها أيضاً من جذورنا، ووحدتنا الطبيعية، وإرثنا الاجتماعي، ونزعتنا لعمل الخير، وصون كرامة الإنسان، ومد جسور التعاون من كل الأمم.
كانت إشراقة شمس الثلاثاء، يوم أمس، مبهرة؛ يوم شهدنا فيه إيجابية جديدة، الوفاء والامتنان، التقدير والعرفان، لستة وأربعين شخصية إماراتية متميزة، لها تأثير كبير في مجال العمل الخيري والإنساني، ستة وأربعون شخصية، بما في ذلك عائلات الشهداء، بمناسبة اليوم الوطني السادس والأربعين للإمارات، وقيادتنا تربط تكريم أوائل الإمارات، بهذه المناسبات الوطنية، وبدلالات الرقم، وتوظف كل هذا لتقول لكل إماراتي وإماراتية: شكراً لكم جميعاً؛ فنحن لا ننساكم.
أمس يكرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هذه الشخصيات، التي عظمت من عمل الخير والإنسانية، على مستوى الشخصيات القيادية، والاعتبارية، والأفراد، والمؤسسات.
تكريم يقول لكل إماراتي وإماراتية: إننا نريد المزيد من مبادرات الخير، من الأفكار التي يمكن الاستفادة منها لصالح الخير والإنسانية، تكريم سره الوفاء، ومعرفة الفرق بين من يعمل ومن لا يعمل، ومن يقدم لوطنه ولغيره ولبقية الأمم، ومن لا يقدم، وهو أيضاً تكريم يستقي روحه من طبيعة الإمارات، وقياداتها وشعبها، وهي الطبيعة الإنسانية، التي تأبى تاريخياً إلا أن تمتد يدها بالخير إلى كل شعوب الأرض، دون تمييز أو تفرقة، إضافة إلى وجود كل هذه المؤسسات الخيرية والعالمية في بلادنا.
لقد جاء تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، على جهوده الخيرية والإنسانية، تعبيراً عما بين رموزنا من علاقة وطيدة، صاغ أسسها الآباء المؤسسون من أجل الإمارات، علاقة فوق كل ما يمكن وصفه، على المستوى الشخصي والإنساني، وعلى مستوى التخطيط والتفكير لأجل مصلحة الإمارات، وفي تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تكريم لكل واحد فينا، تكريم لقيمة الخير، وحض على مضاعفتها.
إن تأمل الأسماء التي تم تكريمها، على مستويات مختلفة، بما في ذلك صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي حاكم عجمان، وسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، لأعمالهما الخيرية، وبقية الأسماء والمؤسسات، بما في ذلك عائلات الشهداء، يثبت أن الإمارات ذات قلب نابض بالخير والإنسانية، قلب يضع كل من يعمل لأجل الخير، أياً كانت رتبته أو مكانته أو مؤسسته أو اسمه، في ميزان واحد، هو ميزان الخير، باعتباره المعيار الأكثر نبلاً في هذا الزمن.
هذا وطن لن ينال منه أحد، وطن لن يهزمه أحد، وطن لن يجرؤ أحد على مس بنيته ووجوده؛ لأن الخير حصنه وحماه، مثلما العدالة وصون الكرامة الإنسانية واقعه وشعاره أيضاً.