الدوحة وسوء المآل

الدوحة وسوء المآل

الدوحة وسوء المآل

 تونس اليوم -

الدوحة وسوء المآل

بقلم : منى بوسمرة

لا تدار الدول عبر حملات تحسين السمعة المدفوعة الثمن، وهذه الحملات قد تخفي الحقيقة مؤقتاً، لكنها لا تخفيها حتى النهاية في عالم بات صغيراً ولا سر يمكن حجبه عن الآخرين.

الإغواء الذي لا يختلف عن شرور السحر والتخييل تمارسه الدوحة منذ سنين طويلة، وهي تظن أن هذه اللعبة قابلة للاستمرار طويلاً، خاصة أنها خبرت سابقاً الكيفية التي أسقطت بها شعوباً عربية في شباك إثمها الذي تدفق عبر وسائل الإعلام المموّلة منها، ولأن الشعوب استيقظت أمام واقع دموي تسببت فيه الدوحة، لذلك فقد هذا الإغواء تأثيره بعد قرار الدول الأربع إعلان المقاطعة، ووضع حد لكل هذا الإفك الذي تمارسه قطر.

من الواضح أن الدوحة لا تريد الاعتراف بأن الواقع قد تغير، ولا تريد حل أزمتها بطريقة أقل كلفة عليها وعلى شعبها، لذلك لجأت إلى أسلوب شراء الإعلام واللجوء إلى وكالات عالمية، لشن حملات علاقات عامة لتشويه سمعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب والتباكي وذرف الدموع باعتبارها مظلومة، والملايين التي أنفقتها الدوحة في هذا المجال، إضافة إلى الحملات السياسية، لم تؤدِّ إلى أي نتيجة، وهذا أمر طبيعي جداً، فالدول تدار بالاستراتيجيات والحكمة، ولا تدار بألعاب الخفة الإعلامية التي يظن تنظيم الحمدين أنها سوف تنجيهم من سوء المصير.

ليس أدل على ذلك من فشل قطر في الأمم المتحدة، إذ إن كل اتصالاتها ودعاياتها المدفوعة الثمن لم يؤدِّ إلى أي نتيجة، والسبب بسيط، إذ إن الدول لا تتأثر في الأساس بالحملات الإعلامية، وتدرك أنها مدفوعة الثمن ولها غايات محددة، وقد تنطلي على البسطاء أو على الرأي العام، لكنها لا تترك أثراً على مراكز القرار.

لو حللنا وسائل التواصل الاجتماعي في الإمارات والسعودية، لوجدناها أقوى تأثيراً في الرأي العام من كل الافتراءات القطرية، إذ تصطف مع موقف المقاطعة ضد الإرهاب القطري، وتؤدي فعلياً إلى صد كل الحملات المسمومة وجعلها بلا قيمة، وهي حسابات لمواطنين عاديين من البلدين لهم تأثيرهم القوي بما يتفوق على تأثير الملايين القطرية المدفوعة لمن يبيعون ذمتهم الإعلامية، وهذا يعني في المحصلة أن أسلوب الدوحة لم يعد مجدياً أبداً، ولا بد من أن تراجع سر هذه الهزائم التي مُنيت بها برغم توظيفها الإعلام لغايات معروفة الدوافع.

إن اللافت للانتباه في موقف الإمارات والسعودية والبحرين ومصر أن أزمة قطر باتت من الماضي، وانطلقت هذه الدول لتركز على أولوياتها الداخلية والعربية والعالمية، وهذا يعني بشكل واضح أن هذه الدول أكبر بكثير من أن تبقى عند هذا الملف، تاركةً للدوحة الانشغال به وفك خيوطه وعقده، بعد أن باتت هذه الأزمة طوقاً حول أعناق من يديرون سياساتها، وهم في حالهم هذا لا يتقدمون بخطط أو برنامج أو هدف يخدم شعبهم سوى مواصلة ادعاء المظلومية، والانعزال ضمن الحدود الذي كان حكام الدوحة سبباً فيه.

مع تأثيرات المقاطعة وفشل قطر في الخروج من الأزمة، يأتي السؤال طبيعياً عما سيقوله حكامها لشعبهم، سوى أنها باتت غير قادرة على الخروج من الحفرة التي حفرتها للعرب والمسلمين ولدول المنطقة، وستبقى فيها طالما أصرت قيادة قطر على مواصلة المكابرة، وهو ما نراه فعلياً في سياق الانتحار بشكل طوعي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدوحة وسوء المآل الدوحة وسوء المآل



GMT 07:22 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

محمد بن راشد.. عطاء القلب الكبير

GMT 08:22 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثوابت إعلامنا الوطني

GMT 03:43 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

زايد قدوة الإنسانية

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إقامة ذهبية في البلد الذهبي

GMT 06:16 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

العالم أمام اختبار أمن الملاحة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia