قطر الحكمة الغائبة

قطر.. الحكمة الغائبة

قطر.. الحكمة الغائبة

 تونس اليوم -

قطر الحكمة الغائبة

بقلم : منى بوسمرة

تمديد المهلة الممنوحة إلى الدوحة من قبل الدول الأربع العربية، التي قررت مقاطعتها يبين الفرق الكبير بين هذه الدول وقطر، ومنذ البداية تصرفت دولة الإمارات والسعودية والبحرين ومصر بمسؤولية وعلى قاعدة من حسن النوايا تجاه الشعب القطري، وكلنا يذكر أن هذه الدول صبرت كثيراً على السياسات القطرية، بل وقبلت المصالحة في اتفاق الرياض، لكن الأيام أثبتت أن سوء النوايا يحكم الدوحة في سياساتها وتوجهاتها وممارساتها.

حسن النوايا تجلى أيضاً بتقديم مطالب الدول الأربع عبر الوساطة الكويتية، فيما قامت الدوحة بتسريبها إلى الإعلام في مشهد يؤكد غياب الرشد عن حكام الدوحة، بل ومحاولتهم الفاشلة لتصعيد الأزمة رغم أنهم الخاسر الأول والأخير.

الفرق يظهر أيضاً في طبيعة إدارة هذه الدول للأزمة وطبيعة إدارة الدوحة، فهذه الدول تنتقد سياسات قطر وتنشر الأدلة على تورطها في الإرهاب والفوضى الدموية في المنطقة، فيما لا تجد الدوحة رداً إلا الحملات الرخيصة لتشويه سمعة رموز وقامات في الخليج العربي ومصر، وتجنيد آلاف الصفحات الإلكترونية من أجل بث السموم والانزلاق إلى أكاذيب لا يمكن إلا أن تكون سبباً في تأكيد المقاطعة لا رفعها.

مهلة اليومين الإضافيين، التي تمت الموافقة عليها تجاوباً مع وساطة أمير الكويت، قد تأتي بنتائج جيدة وقد تأتي بنتائج مخيبة للآمال، مع التذكير بأن الأيام العشرة الماضية كانت حافلة بالمؤشرات على أن نوايا الدوحة غير إيجابية، ويعكسها هذا الاستغراق في حملاتها الإعلامية المسمومة ولما حرضت سراً عبر اتصالاتها الدبلوماسية مع دول عديدة على الدول العربية الأربع، وإطلاقها تصريحات على ألسن مسؤوليها تعني رفض المطالب، إضافة إلى استجارتها بالغرباء في تحشيد عسكري على أرض قطر وهو تحشيد مهين يكشف هشاشة نظامها السياسي.

نحن هنا في دولة الإمارات نصبر صبراً جميلاً لنرى ما الذي سيأتي به الرد القطري مع إحساسنا بأن الدوحة لن تستجيب لكل المطالب، أو قد تنزع إلى الهروب إلى التفاوض والمطالبة برفع المقاطعة قبل الخوض في التفاصيل، وهذا كله يعني أنها تريد جدولة الأزمة والهروب إلى الأمام بدلاً من مواجهة الواقع، وبعد طول صبر على سياساتها الرعناء التي نشرت الخراب في عديد من الدول العربية وأضرت بأمن المنطقة.

نحن أمام ساعات فاصلة، والمؤكد أن الدول الأربع ليس لديها الوقت لإضاعته في مفاوضات عبثية ولن تمنح الحكم القطري الفرصة للتلاعب بالمنطقة من جديد، ويجب عليها أن تفهم حقاً أن الصبر قد نفد، وأن من مصلحة الدوحة قبل غيرها أن تتجاوب مع جوارها العربي الشقيق لأن هذا التجاوب يقوي وجودها ولا يضعفه.

ما يهمنا حقاً شعب قطر ولأجلهم مُنحت الدوحة الفرصة تلو الفرصة، فهم أهلنا وما بيننا وبينهم أكبر بكثير من نظامها الحاكم، الذي لا بد أن يفهم أنه يضحّي بمصالح الشعب، ويرهنونه لسيناريوهات خطرة، تثبت أن الحكمة غائبة وعلى كل المستويات، بعد أن تم تعريض أمن الخليج العربي كله بما في ذلك أمن الشعب القطري إلى هذه المجازفات.

المصدر : صحيفة البيان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر الحكمة الغائبة قطر الحكمة الغائبة



GMT 07:22 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

محمد بن راشد.. عطاء القلب الكبير

GMT 08:22 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثوابت إعلامنا الوطني

GMT 03:43 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

زايد قدوة الإنسانية

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إقامة ذهبية في البلد الذهبي

GMT 06:16 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

العالم أمام اختبار أمن الملاحة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia